185

============================================================

الخالق (1).

والذي يليه في القوة: الراد عند الترغيب في الحمد والترهيب من الدم، بالرغبة في الثواب، والرهبة من ذم الديان.

والثالث : الذي يرد حين يدعو إلى القبول بعد هيجان الرغبة والرهبة في الحمد والذم.

قلت: فكيف الرد للعارض عند هذه الخطرات الثلاث قال: ينفي ذلك كله بالمعرفة والكراهة إن اجتمعا، وإن افترقا لم ينتف الرياء.

قلت: فكيف ذلك؟

قال: إن كان كارها للرياء في جملة عقد قلبه ثم اعترض الدعاء وهو عاقل، فلم يعرف ان ذلك هو عارض الرياء الذي يحبط العمل قبوله، فركن إليه واستحلا ولم يذكر (2) ، فيستعمل الكراهة المتقدمة في جملة عقد قلبه وضميره.

لأن الخطرة تأتي بالدعاء إلى الرياء بالترغيب في الحمد والنيل من الدنيا والترهيب والتحذير من الذم والملامة ، فيملا حلاوة حب الحمد (ومرارة) (3) ورهبة الذم قلبه، ولا يكون في القلب موضع فراغ يذكر به أن ذلك هو الذي يحبط مله.

كالعبد ينوي ان يحلم إن غضب، ولا يكافيء بما يكره الله عز وجل ، فإذا اغتاظ ملأ الغيظ قلبه، ونسي عزمه، ولم يبق من قلبه موضع فراغ يذكر به ما قدم من العزم على الحلم.

فكما يملا الغيظ قلبه فكذلك حلاوة الشهوة تملأ قلبه فينسى ذكر ربه.

(1) أي : المكتفي بعلم الله تعالى بالعمل عن علم الناس، إذ لا يفيد علم العباد.

(2) في ص : ولم يتذكر.

(3) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط

পৃষ্ঠা ১৮৪