رغم ذلك، فإنه وإن كانت علاقات التأثير والضغط موجودة دائما، إلا أنها تعكس في الأزمنة الحديثة الحاجات والآراء والطموحات المتعارضة في مجتمعات وصل تطورها إلى درجات عالية من التعقيد١. وتمارس تلك الجماعات ضغوطا على الأوساط السياسية والاقتصادية حتى تصدر قراراتها محققة لمصالحها، لكن ليس هناك حجم معين أو شكل محدد لتلك الجماعات، فقد تكون كبيرة جدا وقد تكون صغيرة غير أنها في كثير من الأحوال غامضة وغير محددة تماما. هنالك ملاحظة عامة تجدر الإشارة إليها قبل الدخول في التفاصيل؛ فحيث إن تلك التنظيمات لا تتواجد في فراغ وإنما في مجتمعات، فإنه يترتب على ذلك أن بنية كل منها ونشاطاتها تتأثر بشكل مباشر بدرجة تطور المجتمعات التي تتواجد فيها، وما إذا كانت مجتمعات عصرية متقدمة أو تقليدية متخلفة؛ مما يؤدي بالتالي إلى تباين كبير في شكل ومضمون ونتيجة الدور الذي تقوم به الجماعات الضاغطة في كل من هذين النوعين من المجتمعات. يقسم العلماء٢ تلك الجماعات إما تبعا لبنيتها ونشاطاتها والفروق

١ بعد اطلاعنا على ملخصات وافية بالفرنسية للكتابات الجديدة في موضوع الجماعات الضاغطة، ننصح في حالة عمل دراسات متخصصة، أو رسائل أكاديمية حول هذا الموضوع بضرورة الاطلاع على المقالات الثلاث التالية باللغة الإيطالية، وعلى المقالة الأخيرة بالأسبانية. J. Klofac، Che cosa i " gruppi di pressione"؟ ; S. Monti- Bragadin، "Note su gruppi di intersse e Pressione"، in: Gontrocorrente ٦ (١-٣)، Janv. Sept. ٧٤; L. Dion، "Alia ricerca di un metodo di analisi der partiti e dei gruppi di interesse "in: Controcorrente ٦ (١-٣)، Janv. -Sept. ١٩٧٥; L.A. Lopez Escutia، " Los grupos Pluralistas y la demo-cracia"، in: Pensamiento Politico، ٥٤،! Oct. ٧٣. ٢ Maurice Duverger، Introduction a La Politique، Gallimard، Paris ١٩٦٤، pp. ٢٠١، ٢٠٣ ff، Jean Meynaud، Groupes De Pression، que sais-je؟ Paris ١٩٦٥، pp. ١٢-١٨.