159

بحوث في المصطلح للفحل

بحوث في المصطلح للفحل

জনগুলি

أن يسوق المحدّث إسناده فَقَطْ من غَيْر أن يذكر الْمَتْن، ثُمَّ يقطعه قاطع فيذكر كلامًا فيظن بعض من سمعه أن ذَلِكَ الكلام هُوَ متن الإسناد (١) . ومثاله الْحَدِيْث الَّذِيْ رَوَاهُ ثابت بن موسى (٢) الزاهد، عن شريك القاضي، عن الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر مرفوعًا: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» (٣) . قَالَ الْحَاكِم: «هَذَا ثابت بن موسى الزاهد دخل عَلَى شريك بن عَبْد الله القاضي والمستملي بَيْنَ يديه، وشريك يقول: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله ﷺ وَلَمْ يذكر الْمَتْن، فلما نظر إلى ثابت بن موسى قَالَ: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. وإنما أراد بِذَلِكَ ثابت بن موسى لزهده وورعه، فظن ثابت بن موسى أنه رَوَى الْحَدِيْث مرفوعًا بهذا الإسناد، فكان ثابت بن موسى يحدِّث بِهِ عن شريك، عن الأعمش، عن أَبِي سفيان، عن جابر، وليس لهذا الْحَدِيْث أصل إلا من هَذَا الوجه، وعن قوم من المجروحين سرقوه من ثابت بن موسى فرووه عن شريك» (٤) . قَالَ الحافظ العراقي: «فعلى هَذَا هُوَ من أقسام المدرج» (٥) .

(١) جعله بعضهم مثالًا لما وضع في الْحَدِيْث من غَيْر قصد من واضعه، وَهُوَ بنوع المدرج أليق. انظر: المجروحين ١/٢٤٠، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: ٢٤٢-٢٤٣، وشرح التبصرة والتذكرة ١/٤٢٨، ونكت ابن حجر ٢/٨٣٥. (٢) هُوَ ثابت بن موسى بن عَبْد الرَّحْمَان الضبي، أَبُو يزيد الكوفي الضرير العابد، ضعيف الْحَدِيْث، توفي سنة (٢٢٩ هـ) . تهذيب الكمال ١/٤١٠ (٨١٨)، والكاشف ١/٢٨٣ (٦٩٩)، والتقريب (٨٣١) . (٣) رَوَاهُ ابن ماجه (١٣٤٧)، وانظر: الضعفاء، للعقيلي ١/١٧٦، والكامل ٢/٥٢٦، والموضوعات ٢/١٠٩، وتهذيب الكمال ٤/٣٧٨، والميزان ١/٣٦٧. (٤) المدخل إلى الإكليل: ٥٥. (٥) شرح التبصرة والتذكرة ١/٤٣٠.

1 / 159