مواضع رفع اليد في الصلاة
السؤال
كيف تكون اليد عند قول "ربنا ولك الحمد"؟
الجواب
عندما يرفع الإنسان يده من الركوع إلى القيام، يرفع يديه مثلما كان يرفعهما عند تكبيرة الإحرام؛ لأن النبي ﷺ كما جاء في الحديث والحديث في الصحيح، عن ابن عمر ﵄ قال: (لم يكن رسول الله ﷺ يرفع يديه إلا في أربع حالات: عند تكبيرة الإحرام وعند تكبيرة الركوع وعند الرفع من الركوع وعند القيام بعد التشهد الأول إلى الركعة الثالثة (هذه أربع حالات، أما أين يضع يديه بعد الرفع من الركوع؟ فإنه يضعهما على صدره، لا يضعهما هكذا كما يصنع بعض طلبة العلم اعتمادًا على ما ذكره بعض العلماء، وهو الشيخ الألباني ذكر في رسالته كيفية صفة صلاة النبي ﷺ، وقال إنه يضع يده هكذا، وقد رد عليه الشيخ عبد العزيز بن باز ردًا عظيمًا مدعمًا بالأدلة، واعترف بفضله، قال له: مع جلالة قدره وعظم منزلته وسعة علمه وطول باعه وسعة ميدانه إلا أنه قد أخطأ في هذه المسألة وجانب الصواب، وكلٌ يخطئ والمعصوم هو النبي ﷺ، وإلا فإن الأدلة تقول بأنه يجب أنه يضعها هنا -أي: على صدره- بعد الرفع من الركوع، فإن حالات الصلاة أربع: إما أن يكون قيامًا، أو قعودًا، أو ركوعًا، أو سجودًا، وقد جاءت الأدلة بالأربع الحالات، بوضع اليدين في موضع معين، ففي القيام من حديث وائل بن حجر والحديث في صحيح البخاري والزيادة في صحيح ابن خزيمة أنه كان ﷺ يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في القيام في الصلاة، والقيام الذي بعد الرفع من الركوع قيام، لا نستطيع أن نقول: إنه قعود ولا جلوس ولا سجود بل هو قيام، ومن فرَّق بين القيام قبل الركوع وبعد الركوع من غير دليل لزمه الدليل وإلا فيبقى على الأصل.
فضع يديك هكذا بعد الرفع من الركوع وإن شاء الله أنك على الحق، وإن لم تفعل فلا ينكر عليك بعض الإخوان؛ لأن هذه من المسائل الخلافية التي ورد فيها الخلاف والأمر فيه سعة، فإن أردت أن تضع هنا فلك سلف ولك علماء، وإن لم تفعل فليس هناك شيء.
3 / 35