রাই ফি আবি আলা

আমিন খুলি d. 1385 AH
221

রাই ফি আবি আলা

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

জনগুলি

تجاوز هذا التعليل إلى تعليلات أخرى لم يذكرها القدماء في المعري بخاصة، بل ألموا بها في أحاديثهم الأدبية، فأشاروا إلى ظواهر من التقابل والتخالف، أو من عدم الصدق والتحري في أقوال الأدباء، لنرى في تعليلهم لها ما قد يصلح وجها لتفسير تقابل آراء صاحبنا. ولا عجب في أن تلتمس مثل هذا من قول القدماء في صنيع الأدباء؛ لأن أبا العلاء - كما بدا مما قدمنا - ليس بالفيلسوف الذي تفسر حياته وأقواله تفسيرا عمليا عقلي المنطق، بل هو - فيما قدرنا - أديب متفنن ينبغي أن تفسر ظواهر حياته بمنطق العاطفة، ووحي الشعور أولا،

وجدنا هذه المقابلات، فحتى من عده فيلسوفا لا مندوحة له عن تقدير هذه الظاهرة الأدبية فيه، وهي في كل حال مما يسوغ لنا التماس أقوال الأدباء في التناقض أو التقابل لنعرض عليها حال صاحبنا، فلعلها تفسر ما بدا لنا من أمره في تقرير الشيء وما يقابله، فنسوق هنا هذه الأسباب، وننظر في كفايتها وإقناعها لمن رام فهم أبي العلاء، فمنها: (1)

تتبع الأدباء للمعاني الأدبية كلما كان مجال القول فيها ذا سعة، ولو لم يكن ما يقولونه فيها حقا عندهم، أو رأيا لهم يلتزمونه، أو يدينون به، والجاحظ وهو إمام في الصناعة الأدبية يلحظ هذه الظاهرة من حال الأدباء، ويصفها حين يتحدث في رسالة «المعلمين» عن قول الأدباء فيما يدركهم من حرفة الأدب، وشؤمه على أهله حتى يأتوا من ذلك بما ليس صحيحا ولا واقعا، ويقول الجاحظ في تعليل عملهم: «إن قولهم هذا ليس صحيحا دائما، وليس الذي يحمل أكثر الناس على هذا القول إلا وجدان المعاني والألفاظ، فإنهم يكرهون أن يضيعوا بابا من إظهار الظرف وفضل الشأن وهم عليه قادرون.»

2

هكذا يقول الجاحظ بيانا لهذه الحال من صنيع الأدباء، وهو يبدو قريبا مما ساقه الذهبي، وأوردناه آنفا من جريان أبي العلاء مع القافية كما تجيء؛ لأنه جريان مع المعنى كما يجيء ما داموا قادرين على القول فيه.

وما نحيل أن أبا العلاء قد يتأثر بشيء من ذلك أو يقع فيه حين يعنى العناية الجادة بالألفاظ ونواحي تطابقها وتجانسها، وما إلى ذلك من حسن لفظي وتزويق كلامي، فهو بلا مراء لغوي غني، يجد من مادته اللغوية وفرا من اللفظ، ويدير المعاني كثيرا على ما تستجيب له الألفاظ، وتسعف عليه، وليس يبعد أن يكون المعنى غير حقيقي ولا واقعي، ولا هو في مكان الرأي عنده ومنزلة المذهب أو الفكرة التي تنفعل بها النفس انفعال التأثر أو الاقتناع، ولا نقول هذا من الأمر استنتاجا فحسب، بل إنه هو نفسه قد تنبه إليه، وألم في «الغفران» بشيء يتصل بما وصفه الجاحظ من صنيع الأدباء في قولهم ما لا حقيقة له، وسماه أبو العلاء: تحسين الكلام على مذهب الشعراء بما لم يفعل حقا،

3

وعلى أساس هذا ينكر في الغفران تشيع ابن الرومي الذي يدعونه له، ويستشهدون عليه بشعره، حتى يقول ما نصه: «ما أراه إلا على مذهب غيره من الشعراء.»

4

بل هو يقرر في موضع آخر من هذه الرسالة نفسها فكرة عامة عن عدم دلالة منطق اللسان على اعتقاد الإنسان، ويقول: «... إذا رجع إلى الحق فنطق اللسان لا ينبئ عن اعتقاد الإنسان.»

অজানা পৃষ্ঠা