وذكر الإمام فخر الدين الرازى 22 فى شرح أحوال مذاهب أهل العالم، أن رجلا قدم من الأهواز يسمى عبد الله بن ميمون القداح لخدمة الإمام جعفر الصادق، وكان فى معظم الأحيان ملحقا بخدمة ابنه إسماعيل، ولما توفى إسماعيل كان له ولد يسمى محمدا، وكان ملحقا بخدمته ومضى بصحبته إلى مصر، ومات محمد بن إسماعيل، ولم يكن له ولد إلا جارية حاملا، وكان لعبد الله بن ميمون جارية حبلى أيضا، فقتل جارية محمد بن إسماعيل وجعل جاريته بدلا منها، ولما ولدت هذه الجارية ولدا قال الناس: ولد لمحمد بن إسماعيل ولد ولما كبر علمه الزندقة، وقال للناس: إن الإمامة وصلته من أبيه فمن الواجب عليكم أن تطيعوه، وانضم إلى جانبه جماعة من أعداء الدين من بقية ملوك العجم من المجوس الذين كانت فى قلوبهم عداوة المسلمين، وجاءوا بهذا الخداع وأضلوا به جماعة من الناس، واستولى جماعة من نسلهم على مصر والإسكندرية والمغرب، ونشروا الدعاة لهم فى أنحاء الدنيا، وكان أول ملك منهم المهدى، وبعده القائم، وكان الأمر على هذا حتى أفضى الأمر إلى المستنصر، فمضى إليه الحسن الصباح وأصبح داعية له، وذكر الخواجه نصير الدين الطوسى فى تاريخ الملاحدة، أن إسماعيل توفى قبل جعفر الصادق بخمسة أعوام فى سنة مائة وخمس وأربعين فى قرية عريص على بعد أربعة فراسخ من المدينة وحملوه إلى المدينة ودفنوه فى البقيع.
القرامطة:
كان ظهور القرامطة فى أيام المعتمد خليفة بغداد فى سنة مائتين وثمان وسبعين، وكان أولهم حمدان القرمطى الذى خرج فى سواد الكوفة، وعجز الخلفاء عن صدهم واستولوا على البحرين، ومضوا إلى مكة وقتلوا ونهبوا، وكانوا يملأون بئر زمزم بالقتلى وشطروا الحجر الأسود شطرين، وكان فى حوزتهم مدة خمس وعشرين سنة، وطلبه ملوك الإسلام منهم بمائة ألف دينار لكنهم لم يبيعوه، وبعد خمسة وعشرين عاما حملوه إلى الكوفة، وطرحوه فى مسجدها، وكتبوا رسالة بهذا قائلين: إننا حطمنا هذا الحجر بأمر وأعدناه بأمر، وحمل أهل الإسلام الحجر إلى مكة ووضعوه فى مكانه.
পৃষ্ঠা ১১৯