حمل بخت نصر يهوياخين إلى بغداد، وأجلس محله عمه متنيا وسماه صدقيا، وأصبح ملكا وهو فى الحادية والعشرين، وسلك مسلك أخيه وتمرد على بختنصر فى الشهر العاشر من العام التاسع من حكمه، وقدم بخت نصر فى نفس الشهر بيت المقدس، وحاصره مدة عامين حتى السنة الحادية عشرة من حكم الملك صدقيا، حيث ظهر قحط عظيم فى تلك البقعة، فهرب صدقيا فى نصف الليل مع الجيش، فتعقبه جيش الكلدانيين، وقبضوا عليه بالقرب من مدينة برنجا، وانفض جيشه عنه وحبسوه وقتلوا أبناءه أمام عينيه، وحملوه إلى بغداد، وبعد ذلك فى اليوم السابع من الشهر الخامس فى العام التاسع عشر من حكم بخت نصر قدم من يسمى فردزرازان 20، وهو أمير من جملة عبيده، قدم بيت المقدس، وأشعل النار فى المحراب وبيت الملك وكل البيوت التى كانت حول بيت المقدس، وأحرقها كلها وهدم أسوار هذه البقعة من أساسها، وحمل معه من يسمى سرايا، وكان الإمام الأكبر وصفينا هو الذى كان أمام الروم والخادم الذى كان أمير العرض مع ستين رجلا آخرين من أهل هذه البقعة إلى بخت نصر وقتلهم جميعا فى موضع يسمى ودلاثه، وجعلوا سبط يهودا يهاجر من وطنه المألوف وشردوه، وكان فى الرعية أقليلة التى بقيت بعد هذا القتل والنهب من يسمى كدليا بن أحيقام بن شافان فوكل بهم، ولما سمع الأمراء والجيش هذا الخبر بأن الملك كدليا أصبح على رأس رعية بيت المقدس، قدم جمع عظيم مع ايشماعيل بن نتنيا، ويوحانان بن قنانيح 21؟، وسرايا بن تنحومت، ونازينا بن حفحانى عند كدليا فى مكان يسمى مصفاة، فأقسم معهم وسرهم، وقال لهم: عودوا وكونوا عبيد الملك.
وفى الشهر السابع من هذه القضية قدم إيشماعيل مع عشرة رجال وكدليا ومن كانت لهم تبعة الجيش معه، وقتلهم فى موضع مصفاة وتفرقت الرعية التى كانت هناك من صغير وكبير، ومضوا إلى مصر وخلى بيت المقدس من هذه الطائفة، وكان هذا جلاء طائفة بنى إسرائيل عن هذا الموقع وانقراض دولتهم، وكان حزقيل معاصرا لذى الكفل ويرميا النبيين.
পৃষ্ঠা ২৭৬