السلطان قطب الدين محمد بن تكش:
خلف أباه بناء على وصيته، وبلغت دولته الذروة العليا، لأنه استولى على مملكة سلاطين الغور وسخر جميع أنحاء بلاد ما وراء النهر، وزوج ابنته للسلطان عثمان الذى كان من سلالة أفراسياب فى شهور سنة ست وستمائة، وباتفاق معه توجه إلى كورخان، ولما وصل ولاية طراز كان" تابنكو" أمير جيش كورخان هناك، فتحاربا ووقع تانيكو فى الأسر وانهزم جيشه ورجع السلطان، وكان كوشلوك خان بن تايانك خان ملكا لنايمان، ولما سمع ضعف حال كورخان، هاجمه وأسره واستولى على كل خزائنه وأمواله وجيشه الذى كان قد أعده وجهزه فى مدة خمسة وتسعين عاما، وتوفى كور خان بعد ذلك بعامين.
وتوجه السلطان محمد فى شهور سنة أربع عشرة وستمائة إلى بغداد، وذلك لأنه قبل ذلك قد وقعت بينه وبين الناصر الخليفة جفوة وخلافات، واستقرت فى صدرهما الأحقاد، ولهذا السبب كان السلطان قد استفتى أئمة البلاد خاصة مولانا فخر الدين الرازى الذى قال: إن بنى العباس ليسوا ذوى حق فى تولى الخلافة، وإن الخلافة من حق السادات من ذرية الحسين (رضى الله عنه)، ورشح سيد علاء الدين الترمذى الذى كان من السادات العظام، من أجل أن يجلسه على كرسى الخلافة ولما وصل دمغان، سمع أن الأتابك سعد بن زنكى السلفرى جاء إلى حدود الرى قاصدا العراق، فبادر السلطان بإرسال جيش على طريق كزك؟ 13، ولما وصل إلى موضع خيل بزركى؟ 14، تحارب مع الأتابك وأسره وأمنه على حياته وأعاده بعد مدة.
ولما وصل السلطان إلى همدان، كان الأتابك أوزبك قد جاء من آذربيجان قاصدا همدان، وانهزم، وتوجه السلطان فى آخر الخريف قاصدا بغداد، وفى وسط هضبة أسد آباد شقط جليد وضباب كثيف، ولهذا هلك معظم الجنود والدواب، وكانت تلك أول نكبة نزلت بالسلطان فعاد، وبعد ذلك سمع خبر جنكيزخان فتوجه إليه بجيش عظيم، وتوجه إلى أترار وحارب جيش المغول فى تلك الحدود، فانهزم منهم وقدم العراق، ومضى من هناك إلى جزيرة آبسكون فى بحر الخزر، وتوفى فى سنة ستمائة وثمانى عشرة، وكان له ولدان: جلال الدين، وغياث الدين، وكانت مدة مملكته اثنتين وعشرين سنة.
পৃষ্ঠা ২৫১