وفى الشام كان الملك المعظم من أبناء الملك العادل، وفى مصر الملك الكامل، وفى شيراز الأتابك سعد الدين بن زنكى، وفى كرمان الملك شجاع الدين.
ولما مضى براق الحاجب إلى الهند مر فى تلك النواحى، فطمع الكرمانيون بناء على رغبة عبيده الذين كانوا خدمه وحشمه فهاجموه، ولكنه لا ينهم ولا طفهم، وقال: أمر من هنا، وليست لى معكم مصلحة، إلا إنهم لم يستمعوا إليه، وحارب مع قومه حربا عنيفة وقتل منهم الكثير، وقتل الملك شجاع الدين، واستولى على كرمان.
وتوفى الظاهر يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ستمائة وثمان وعشرين، وكانت مدة خلافته تسعة أشهر وأربعة أيام.
المستنصر بالله أبو جعفر المنصور بن الظاهر:
كان الخليفة السادس والثلاثين من خلفاء بنى العباس، والخامس والخمسين بالنسبة للنبى (عليه السلام). كان صاحب خيرات، كريما، وعمر قباب موسى الجواد، وأقام المدرسة المستنصرية فى بغداد، وانقرض الخوارزميون فى عهده واستولى المغول، ومضى جورماغون إلى بغداد، وحارب شرف الدين إقبال سرايى 77؟، وكان جمال الدين قوشتمور قائد الجيش، فخرج الخليفة من بغداد، واستحضر الخواص والعوام، وأراد أن يخرج بنفسه لمحاربة المغول، فقال الملوك والأمراء: لا ينبغى للخليفة أن يتعب نفسه ونحن العبيد نمضى إليهم ومضوا جميعا وحاربوا فى بسالة، وهزموا المغول فى جبل حمرى 78، وتعقبهم جيش الخليفة وقتلوا كثيرا منهم، واستردوا أسرى نيل ودوق 79.
وتوفى الشيخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن سعد بن الحسين بن القاسم بن محمد عبد الله بن عبد الرحيم بن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق السهروردى فى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وذكر بن الفوطى المؤرخ 80: قدم الشيخ شهاب الدين بغداد فى رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ودخل طريق العزلة، والمعاملة مع الله فى سنة خمسمائة وست وستين، وتوفى يوم الأربعاء غرة المحرم سنة ستمائة واثنتين وثلاثين.
পৃষ্ঠা ২১৫