40

Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam

روضة الحكام وزينة الأحكام

তদারক

محمد بن أحمد بن حاسر السهلي

প্রকাশক

رسالة دكتورة، جامعة أم القرى

প্রকাশনার বছর

১৪১৯ AH

প্রকাশনার স্থান

مكة المكرمة

ومن خلال إيراد هذه الأمثلة من ترجيحات القاضي شريح الروياني - رحمه الله - في كتابه يتبين أن له ترجيحات مستقلة، يتميز بها عن غيره، بينت مكانته العلمية، وأهليته لتولي منصب القضاء الذي اضطلع به في حياته.

المطلب الثاني: تفريعاته:

كما أن القاضي شريحا الروياني - رحمه الله - كانت له ترجيحات، فكذلك كانت له إضافات، وتفريعات، تشهد له أنه أضاف فروعاً أثرت الفقه الإسلامي عموماً، والشافعي خصوصاً، ومن تلك التفريعات مايأتي:

  1. قال - في باب : العزل -: "إذا مات الخليفة، أو خلع، فهل تنعزل قضاته؟ وجهان: أحدهما: ينعزلون، لأن الولاية كانت بالتفويض. والثاني: لا ينعزلون، لأنهم قوام المسلمين منصوبون لمصالحهم.

    فإذا قلنا ينعزلون، فلو مات السلطان هل تنعزل قضاته؟ وجهان: أحدهما: ينعزلون. والثاني: لاينعزلون، لأنهم قضاة الخليفة، فإن السلطان نائب الخليفة(١).

  2. قال - في باب قاضيين في بلد -: "وإذا قلد قاضيان في بلد واحد، وعين لكل واحد بعضه جاز. وإن قلد كل واحد منهما، قضاء جميع البلد، ففيه وجهان. وإذا قلنا: يجوز، فلو أراد المدعي التحاكم إلى أحدهما، وأراد المدعى عليه الآخر، ففيه ثلاثة أوجه: أحدهما الإختيار إلى المدعى، لأنه طالب. والثاني: إلى المدعى عليه، لأن جانبه أقوى لمساعدة الظاهر إياه، ولهذا القول قوله مع يمينه، والثالث: يقرع بينهما(٢).

  3. قال - في باب: التحكم -: "إذا حكم رجلان رجلاً يصلح للقضاء بينهما، ففي نفوذ حکمه قولان. وقيل: إن کان في البلد حاکم، لم يجز، وإن لم یکن فیه حاکم جاز. وإذا قلنا: يجوز، فقد قيل: إنما ينفذ إذا تراضيا أيضاً بما حكم. وقال بعضهم

(١) انظر: القسم الثاني/٩٩.

(٢) انظر: القسم الثاني/١٠٣.

38