আল-রাওদ আল-যাহির ফি সিরাত আল-মালিক আল-যাহির
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
জনগুলি
لم يزل السلطان مهتمة بأمر الأعداء، ومحترزا من مكائدهم، وآخذة بالحزم في أمورهم، وقصاده لا تنقطع من بغداد، وخلاط 3 وغيرهما من بلاد الشرق والعجم، وهو يغرم عليهم الأموال الكثيرة، لأن من يسافر في هذا المهم، ويسخو بنفسه لا بد أن يأخذ مثل ديته ؛ ولولا ذلك ما غرر أحد بنفسه. فلما أرشد الله السلطان لهذه المصلحة ترددت القصاد، وتعرفت بمن يطاعها على البواطن ؛ وكاتبهم السلطان، وسير اليهم التحف، وسیر وا يعرفون أن هلاون - خزاه الله ! - جمع جمعة كثيرة، ولم يعلم قصده ؛ فاحترز السلطان، وسير الكشافة من خواصه، وجرد معهم جماعة من الترك الخفاف بالخيول المسومة والجنائب ؛ وسير الكشافة جمال الدين الرومي، السلاح دار من الخواص، ومعه خيول منها حجرة من خيل خفاجة سابقة، وغيرها من الخيل كل فرس بألف دينار وأكثر، ثم الأمير علاء الدين اقسنقر الناصري كذلك، حتى أخذ السلطان الأخبار، وأمسك من وسط التتار ناسا أخذ الأخبار منهم، وكانوا مسلمين، فأطاقهم ؛ وكتب إلى الشام بإردافهم بجماعة، وارسال أمراء العربان معهم، فساقوا إلى حدود العراق.
ولما توالت الأخبار بحركة هلاون عمل السلطان. بالحزم، وتقدم إلى أهل دمشق بالحضور بأهاليهم، لتخف ظهورهم، وترخص الأسعار، ويؤمن نفاق من له ميل إلى جهة العدو ؛ فحضرت جماعة كبيرة، وكتب السلطان بتخفير هم من ولاية إلى ولاية، إلى باب القاهرة وأن لا يؤخذ منهم حق طريق، ولا زكاة، ولا غيرها، ولا يتعرض إلى ما معهم من متجر، وقماش، ولا يفتش لهم محائر، ولا شدات ؛ فوصلوا إلى القاهرة سالمين. وكتب إلى النواب بحلب بحريق الأعشاب، وسير جماعة إلى بلاد آمد، ومواضع الأعشاب التي جرت عادة هلاون بنزولها لما وصل إلى حلب، وكانت محمية لحريق الأعشاب ؛ وتوجهوا وأحرقوا تلك المروج، مسيرة عشرة أيام إلى أن صارت جميعها رمادا وفعل في إحراق أعشاب بلاد خلاطا كذلك، وقطع السبيل احتر از، ثم سير كشافة أخرى مثل الأولى، وصحبتهم العربان.
পৃষ্ঠা ১৩৬