============================================================
الدواء مخافة طول الضيناء قال فصاح الشاب صيحة ظننا أن روحه قد خرجت ثم قال يرحمك الله ما علامة المحبة لله تعالى فقال يا حبيبى إن درجة المحبة لله رفيعة فقال الشاب أحب أن تصفها لى فقال يا حبيبى إن المحبين لله تعالى شق لهم عن قلوبهم فأبصروا بنور القلوب إلى جلال عظمة الاله المحبوب فصارت أرواحهم روحانية وقلوبهم حجبية وعقولهم سماوية تسرح بين صفوف الملائكة الكرام وتشاهد تلك الأمور باليقين والعيان فعبدوه بمبلغ استطاعتهم له لا طمعا فى جنته ولا خوفا من ناره فشهق الشاب شهقة فمات رحمه الله تعالى عليه فجعل الشيخ يقبله ويكى ويقول هذا مصرع الخائفين هذه درجة المحبين هده روح حنت فاتت فسمعت فاشتاقت فشهقت فماتت وآنشد بعضهم : على قدر علم المرء يعظم خوفه فلا عالم إلا من الله خائف فامن من مكر الله بالله جاهل وخائف مكر الله بالله عارف المكاية الثانية عن ذى الثون المصرى ايخا رضى الله عنه قال بينما انا أسير فى نواحى الشام اذ وقعت إلى روضه خضراء وفى وسطها شاب قائم يصلى تحت شجرة تفاح فتقدمت إليه وسلمت عليه فلم يرد على السلام فسلمت ثانيا فأوجز فى صلاته ثم كتب فى الأرض بأصبعه: منع اللان من الكلام لأنه كهف البلاء وجالب الأفات فاذا نطقت فكن لربك ذاكرا لا تسه واحمده فى الحالات (قال ذو النون رضى الله عنه) فبكيت طويلا وكتبت بأصبعى في الارض: و ما ن كاتب إلا سيياى ويقى الدهر ما كتبت يسسداه نسلا تكتب بكفك غير شيء يسرك فى القيامة أن تراه فصاح الشاب صيحة فارق الدنيا فيها فقمت لآخذ فى غسله ودفنه فإذا قائل يقول خل عنه فإن الله عز وجل وعده ألا يتسولى آمره إلا الملائكة (قال ذو الثون) فملت إلى شجرة فركعت عندها ركعات ثم أتيت الموضع الذى مات فسيه الشاب فلم أجد له اثرا ولا عرفت له خبرا رضى الله عنه.
পৃষ্ঠা ৪০