============================================================
بعض الصوفية العارفين فقيل له أتتردد لرواية عند هذا الشيخ فقال عنده رأس الأمر تقوى الله او قال معرفه الله.
وكذلك لما سعى بالصوفية الى بعض الخلفاء أمر بضرب رقابهم فأما الجنيد فتستر بالققة وكان يفتى على مذهب أبى ثور وأما الشحام والرقام والثورى فقبض عليهم ويسط النطع لضرب رقابهم فتقدم الشيخ العارف بالله ابو الحسين النورى رضى الله عنه فقال له السياف اتدرى لماذا تبادر فقال نعم فقال وما يعجلك فقال اوثر أصحابى بحياة ساعة فتحير السياف وأنهى الأمر إلى الخليفة فتعجب الخليفة ومن عنده من ذلك وكان القاضى عنده فاستأذن الخليفة ان يذهب إليهم ليبحث مسعهم ويختبر حالهم فاذن له الخليفة فى ذلك فاتاهم وقال يخرج إلى واحد منكم حتى ابحث معه فخرج إليه أبو الحسين النورى فألقى عليه القاضى مسائل فقهية فالتفت عن كينه ثم التفت عن يساره ثم أطرق ساعة ثم أجابه عن الكل ثم جعل يقول وبعد (فإن لله عبادا إذا أقاموا بالله وإذا نطقوا نطقوا بالله) وسرد كلاما كثيرا ابكى القاضى ثم ساله القاضى عن التفاته فقال سالتنى عن المسائل ولا أعلم لها جوابا فسالت عنها صاحب اليمين فقال لا علم لى ثم سالت عنها صاحب الشمال ققال لا علم لى ثم سألت قلبى فأخبرنى عن ربى فاجبتك بذلك فأرسل القاضى الى الخليفة يقول له إن كان هؤلاء زنادقة فليس على وجه الأرض مسلم.
(وكذلك) جاء جماعة من فقهاء اليمن الى الشيخ الكبير بحر الحقائق ومرضح الدقائق العارف بالله تعالى ابى الغيث بن جميل قدس الله روحه وتور ضريحه وتفعنا والمسلمين ببركته يمتحنونه فى شيء فلما دنوا منه قال مرحبا بعبيد عبدى فاستعظموا ذلك فلقوا شيخ الطريقين وإمام الفريقين الفقيه العالم العارف بالله أبا الذبيح إسماعيل ابن محمد الحضرمى رضى الله عنه ونفعنا به وأخبروه بما قاله الشيخ أبو الغيث لهم فضحك وقال صدق انتم عبيد الهوى والهوى عبده وكان الشيخ أبو الغيث المذكور أميا ويحضر مجلسه الفقراء ويسألونه المسائل الدقيقه فيجيبهم وللمشايخ مع الفقراء حكايات يطول ذكرها وسنذكر شيئا من ذلك إن شاء الله تعالى فى حكايات الكتاب.
(وقال الأستاذ الإمام) أبو القاسم القشيرى رضى الله عنه فى رسالته المشهورة أما بعد فقد جعل الله هذه الطائفة صفوة اوليائه وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأتبيائه صلوات الله عليهم أجمعين جمل قلوبهم معادن أسراره واختصهم من
পৃষ্ঠা ২৭