174

রওদ বাসিম

الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -

প্রকাশক

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

وضوح العبارة، مثل ما نصّ الله عليه من إيتاء داود فصل الخطاب (١)، ومثل قوله تعالى في الحكاية لقول موسى في أخيه ﵉: ﴿هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا﴾ [القصص:٣٤]. وعموم (٢) التّفاوت الذي يدور عليه، وميزانه الذي يعتبر به في أغلب الأحوال هو: التّفاوت في صحّة الفهم، وصفاء الذّهن، واعتدال المزاج، وسلامة الذّوق، ورجحان العقل، واستعمال الإنصاف، فهذه الأشياء هي مبادىء المعارف، ومباني الفضائل، ولأجلها يكون الرّجل غنيًّا من غير مال، وعزيزًا من غير عشيرة، ومهيبًا من غير سلطان، إلى غير ذلك من الصّفات الحميدة والنُّعون الجميلة، ومن ههنا حصل التّفاوت الزائد، حتّى عدّ ألف بواحد، ومما أنشدو في ذلك: ولم أر أمثال الرِّجال تفاوتًا ... لدى المجدِ حتّى عدّ ألف بواحد وقال ابن دريد (٣) في المعنى: والنّاس ألفٌ مِنهم كواحدِ ... وواحد كالألفِ إن أَمرٌ عنى وأنشدوا في المعنى: يا بني البُعد في الطّباع ... [لا] (٤) مع القُربِ في الصّور

(١) كما في قوله تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ﴾ [ص:٢٠]. (٢) كذا في الأصول، وفي (س): «وعمود». (٣) وهو: محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر. ت (٣٢١هـ). ترجمته في «إنباه الرواة»: (٣/ ٩٢ - ١٠٠)، و«بغية الوعاة»: (١/ ٧٦ - ٨١). والبيت في «ديوانه»: (ص/١٣٢)، ضمن «المقصورة». (٤) من (س).

1 / 80