قال أحمد: إن أفلاطون يرى أنه قد أحاط بالطبيعى والنفسانى بالعقل، وأنه لم يتجاوز ذلك، أعنى بالعقل. وذلك بين فى كتابه المترجم ب«ديالغون» فإنه يقول فيه: «إنى جلت السموات الثلاث: سماء الطبيعة، وسماء النفس، وسماء العقل — فلما رمت الخروج إلى ما هو أرفع منعنى التركيب الطبيعى، وأنبأنى العقل أن ليس مسلك»: فيقول: إنى أخبر بما أحطت به وأقيس ما لم أحط به بما أفادنيه الجولان والإحاطة بالسموات الثلاث.
قال أفلاطون: ولو كان مما يسلك لسلكت.
قال أحمد: إن أفلاطون يرى أنه إنما أمكنه الإحاطة بهذه السموات الثلاث لأنه قد حوى من كل واحد منها الجزء؛ فيخبر أنه لو كان فيه ما وراء العقل لسلك إليه واخله.
قال أفلاطون: فمن النقص أتيت لا من التوانى.
قال أحمد: يقول: إن ما أتيت من عجزى عن تجاوز العقل بما قد نحسه، لا من توان وتقصير.
قال أفلاطون: ولكن من القضايا المعقولة التى تكون عن مقدمات برهانية أن السبب الأول للكون الثانى إله لا يرى ولا يتحرك ولا يلحقه نعت من نعوت الكون. ومن أراد أن يعلم ذلك فسيثبت له إذا بسط الرأى المراتب العدلية البرهانية.
পৃষ্ঠা ১৯৮