رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم
رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم
প্রকাশক
مكتبة وهبة
সংস্করণের সংখ্যা
-
জনগুলি
مقدمة
...
تقديم:
الموضوع، أهدافه، منهج البحث فيه، مصادره:
هذا بحث يعالج رسم المصحف، ومكانته في الاحتجاج للقراءات، وقد دفعني إلى معالجة هذا الموضوع رأي قرأته للعالم المستشرق: إجنتس جولدتسيهر في كتابه "مذاهب التفسير الإسلامي" مفاده: أن الخط العربي الذي كتبت به المصاحف لخلوه من النقط والشكل، كان سببًا في اختلاف القراءات، وقد أدى إلى اختلافات نحوية ومعنوية أيضًا ...
قرأت ما قال جولدتسيهر وتدبرته، فإذا بي أراه يهدم النقل عن الأئمة القراء، وينكر صلة هذه القراءات بالسند عن الرسول ﵊، ومعنى ذلك: أن ما كان من هذه القراءات متصلًا بخصوصية الخط العربي -وهو كثير- ليس مما نزل به جبريل على قلب الرسول، وليس من الأحرف السبعة التي نص الرسول في صحيح ما روي عنه: "أن كلها شافٍ كافٍ"!! ومعنى ذلك أيضًا إنكار هذا القرآن في الجملة والتفصيل، ثم إنكار ما دار حول نصه الكريم من ثقافات متعددة الألوان، وفي ذلك من الخطورة ما فيه.
ولست أريد أن أزيِّف على القارئ الكريم، فأنكر أمامه أني دفعت أول الأمر بعاطفتي الدينية إلى دحض ما قرره "جولدتسيهر" لا! بل أذكر صراحة أن كلام "جولدتسيهر" أهاج عندي هذه العاطفة، وحملني حملًا على التفكير في الموضوع. ثم كان أن خليت ما بيني وبين هذه العاطفة من صلات ووشائج، وتناولت الموضوع بروح الباحث العلمي، البعيد عن التعصب الديني ومزالقه، ومكن لي من ذلك أن رسالتيّ الجامعيتين اللتين قدمتهما لنيل درجة الماجستير والدكتوراه، كانتا متصلتين اتصالًا وثيقًا بهذه الدراسات القرآنية١. وكنت أعد كلًّا منهما، ورأي "جولدتسيهر" ماثل أمام عيني، وفي خاطري لعلي أجد من الدلائل ما يثبته أو ينفيه ...
_________
١ موضوع رسالة الماجستير: الإمالة في القراءات واللهجات العربية.
وموضوع رسالة الدكتوراه: أبو علي الفارسي، حياته ومكانته بين أئمة العربية، وآثاره في القراءات والنحو.
1 / 3
وبهذا الاتجاه العلمي الخالص مضيتُ أجمع البراهين، وأقيّد الأدلة، وأتناول الموضوع ... فانتهيت إلى ما سيعرض على القارئ في هذا البحث بعد حين ... وتبارك الله الذي نزل الكتاب بالحق وهو خير المنزلين ...
قدمت هذا البحث بكلمة موجزة شرحت فيها المقصود برسم المصحف، وتطور هذا الرسم منذ أبي بكر ﵁ إلى أن كتب عثمان -عليه الرضوان- مصحفه الإمام، ثم رددت شبهة القائلين بأن القراءات تابعة للرسم، وبينت أن القراءة سنة متبعة، ثم ذكرت موقف القدامى -نحويين وقرّاء- من رسم المصحف والاحتجاج به، وبينت الرأي الذي أرتضيه، ثم تعرضت للاختيار عند القرّاء، ومتى يكون صحيحًا غير مردود، وهو موضوع يمتّ بصلة وثيقة إلى القول بأن القراءة سنة ...
تلكم كانت أهداف الموضوع، وذلكم منهج البحث فيه، وقد استفتيت فيه ما وصلت إليه يدي من كتب النحو والقراءات، فاستعنت فيه بسيبويه، والكسائي، والفراء، وأبي حاتم السجستاني، وأبي بكر بن مجاهد، وابن جرير الطبري، والزجاج، والزجاجي، والرماني، وأبي علي الفارسي، وابن جني، والربعي، ومكي بن أبي طالب القيسي، والداني، وأبي العباس القسطلاني، وابن الجزري، والبنا الدمياطي، وغير هؤلاء من النحويين والقراء.
وبعد، فهذه لبنة في صرح الدراسات القرآنية الشامخ المكين، وجهد متواضع بذلته وفاء لحق القرآن وما له من فضل علينا عظيم ... ورغبة في أن يقر في صدر القارئ ما وقر في صدري -بعد البحث والتأييد- أن القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد١.
٢١ من شعبان ١٣٧٩هـ
١٨ فبراير "شباط" ١٩٦٠م
عبد الفتاح شلبي
مصر الجديدة
_________
١ من فضل الله عليّ، وتحدثا بنعمته، أن يكون هذا الكتاب أول ما ألف في موضوعه، وقد كتب الشيخ عبد الفتاح القاضي ﵀ كتابه: "القراءات في نظر المستشرقين والملحدين" القاهرة ١٩٧٢، كتبه بعد كتابي هذا باثني عشر عامًا، والحمد لله على توفيقه.
1 / 4
١- رسم المصحف:
ما المراد بالرسم؟ وماذا يعنون بالمصحف؟
الرسم: أصله الأثر، والمراد: أثر الكتابة في اللفظ، وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها، والوقوف عليها.
والمراد بالمصحف: المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة١.
وقد جمع أبو بكر القرآن مشتملًا على سبعة الأحرف التي أذن الله ﷿ للأمة في التلاوة بها، ولم يخص حرفًا بعينه٢، ثم كان لكثير من أئمة الصحابة مصاحف: عمر بن الخطاب٣، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب٤، وعبد الله بن مسعود٥، وابن عباس٦، كما كان لزوجات النبي ﷺ مثل ذلك: عائشة، وحفصة، وأم سلمة٧. كذلك كان للتابعين من أمثال عطاء بن رباح، وعكرمة، ومجاهد٨؛ وفي هذه المصاحف ما صح سنده، وثبتت تلاوته، ووافق العربية، ولكن اختلف بعضها عن بعض حتى كان المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يتلقون فيختلفون، ويختلف القراء من أهل العراق والشام٩، هذا الاختلاف الذي أغضب حذيفة بن اليمان١٠ حتى احمرّت عيناه.
ويفزع حذيفة إلى سيدنا عثمان بن عفان ﵁ ويشرح الله صدر عثمان إلى هذا العمل الجليل، فيجمع الأمة على حرف واحد، ورسم واحد١١ -ما عدا اختلافات أحصاها المشتغلون بالدراسات القرآنية١٢- خالٍ من
_________
١ انظر ص ٢١١، لطائف الإشارات في علم القراءات، لشهاب الدين أبي العباس القسطلاني.
٢ المقنع: ١٢٩.
٣ انظر المصاحف للسجستاني: ٥٠.
٤ المصدر السابق: ٥٣.
٥ المصدر السابق: ٥٤.
٦ المصدر السابق: ٧٣.
٧ المصاحف: ٨٣-٨٨.
٨ انظر المصاحف: من ٨٨-٩١.
٩ المقنع: ١٢٩.
١٠ انظر الخبر بتمامه ص١٢، المصاحف للسجستاني.
١١ النشر: ١/ ١١.
١٢ انظر المقنع: ص٨٨-١٣١.
1 / 5
النقط والشكل وبعث بالمصاحف إلى الأمصار، وأمر أهل كل مصر أن يقيموا مصاحفهم على المصحف المبعوث إليهم١، فأصبحت قراءة كل قطر تابعة لرسم مصحفهم٢، ومنع عثمان ﵁ القراءات بما خالف خطها، وساعده على ذلك زهاء اثني عشر من الصحابة والتابعين، واتبعه على ذلك جماعة من المسلمين بعده، وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ، وإن صحت ورويت٣.
هذا الرسم الذي أجمعت عليه الأمة، وتلقته بالقبول بترتيب آياته، بل كلماته، بل حروفه، ليس لنا إلى إنكاره من سبيل، وأصبح مصحف عثمان الإمام والدليل فيما يعنيه من ترتيب يمنع التقديم والتأخير، ومن حصر يمنع الزيادة والنقصان، وإبدال لفظ بلفظ آخر٤، وهو حجة على القارئين والمقرئين إلى يوم الدين، وأصبحت القراءة بما يخالف الرسم وإن وافق العربية وصح سنده -كالذي جاء في مصاحف الصحابة والتابعين- شاذة؛ لكونها شذت عن رسم المصحف الإمام المجمع عليه، فلا يجوز القراءة بها لا في الصلاة، ولا في غيرها٥.
أورد القرطبي في تفسيره: قرأ علي بن أبي طالب ﵁: "وطلع منضود" بالعين وتلا هذه الآية: ﴿وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾، وهو خلاف المصحف.
وفي رواية أنه قرئ بين يديه: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ فقال: وما شأن الطلح؟ إنما هو: "وطلع منضود"، ثم قال: ﴿لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ فقيل له: أفلا نحوّلها؟ ٦ فقال: لا ينبغي أن يهاج القرآن ولا يحوّل٧.
فقد اختار هذه القراءة، ولم ير إثباتها في المصحف؛ لمخالفة ما رسمه مجمع عليه.
_________
١ فضائل القرآن لابن كثير: ٣٩.
٢ غيث النفع للصفاقسي: ١١٤.
٣ الإبانة لمكي بن أبي طالب: ١.
٤ التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن: ٨٦.
٥ منجد المقرئين: ١٦ وما بعدها.
٦ وفي رواية: قيل له: يا أمير المؤمنين! أنَحُكها من المصحف؟ فقال: لا يهاج القرآن اليوم. قال أبو بكر "الأنباري": ومعنى هذا أنه رجع إلى ما في الصحف، وعلم أنه هو الصواب، وأبطل الذي كان من قوله.
٧ تفسير القرطبي: جـ١٧/ ٢٠٨.
1 / 6
شاذ إذًا بعد المصحف الإمام أن نقرأ الآيات الآتية كما كانت تقرأ من قبل هذا الإمام، وكانت حلًّا فيما سبقه من أيام، بل كانت مما دونت في مصاحف كبار الصحابة -عليهم الرضوان- مثل:
أ- زيادة كلمة١: "لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلًا من ربكم"٢، في مواسم الحج٣.
ب- نقص كلمة: "ومن الشياطين من يغوص له ويعمل وكنا لهم حافظين"٤.
جـ- إبدال كلمة بأخرى: "إن الله لا يظلم مثقال نملة"٥.
د- تقديم وتأخير:
"إذا جاء فتح الله والنصر"٦، "وجاءت سكرة الحق بالموت"٧.
هـ- تأويل أثبت مع التنزيل: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر"٨.
ومنسوخ تلاوته كتب مع مثبت رسمه٩.
وهكذا، كان عمل سيدنا عثمان من قبيل صون القرآن عن التحريف والتبديل والاختلاف، وأخلص من هذا إلى بيان أنهم كانوا -وهم يكتبون المصحف الإمام- يتحرون الدقة والتثبت؛ حتى إنهم كانوا يتوقفون عن الكتابة حتى يثقوا من صحة ما يكتبون، وأنه عن رسول الله وارد، ومنه منقول. كانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه قد أقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، وفي رواية: على رأس ثلاث ليالٍ. فيبعث إليه
_________
١ انظر المواهب الفتحية: ٨٦، والانتصار للباقلاني.
٢ المصاحف للسجستاني: ٨٢.
٣ مصحف عبد الله بن الزبير ٨٢، وابن عباس ٧٤.
٤ المصدر السابق: مصحف عبد الله بن مسعود ص٩٥.
٥ المصدر السابق: مصحف عبد الله بن مسعود ص٥٤.
٦ المصدر السابق: مصحف ابن عباس ص٨١.
٧ الإبانة لمكي: ص٧.
٨ النشر: ١/ ١٤.
٩ مقدمة المصاحف Geffry P. "١٨١".
1 / 7
من المدينة فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله ﷺ آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا وكذا، فيكتبون١ كما قال، ومن هنا جعلت موافقة القراءة رسم المصحف ركنًا من أركان القراءة الصحيحة٢، وهم لا يريدون بذلك إلا الرسم العثماني الذي يتفق هو والمروي الثابت من صحيح القراءات، دون ما عداه من قراءات كانت في المصاحف الأخرى، وانتزعها عثمان رضي الله عنه٣.
وهكذا ألف القرآن -كما قال مالك عليه الرضوان- على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم٤- وإجماع القراء عليه٥، أممًا عن أمم٦.
_________
١ المقنع: ٨.
٢ النشر: ١/ ٩.
٣ انظر المصاحف للسجستاني: ٣٤.
٤ وانظر تاريخ القرآن للزنجاني: من ص٤٠-٤٦.
٥ المقنع: ٩.
٦ منجد المقرئين: ٦٠.
1 / 8
نماذج من كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار:
باب ذكر ما رسم في المصاحف بالحذف والإثبات:
ذكر ما حذفت منه الألف اختصارًا:
حدثنا أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو الجيزي قراءة مني عليه، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الإمام، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدثنا عيسى بن مينا قالون، عن نافع بن أبي نعيم القارئ، قال: الألف غير مكتوبة -يعني في المصاحف- في قوله:
- في البقرة: ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ﴾ "٩" "وإذ وعدنا" "٥١" "وواعدنا موسى"١ "٧-١٤٢" "وواعدناكم" "٢٠-٨٠" حيث وقعن، و"فأخذتكم الصعقة" "٢-٥٥" و"تشبه علينا" "٢-٧٠" و"به خطيئته" "٢-٨١" و"تظهرون" "٢-٨٥" و"أسرى" "٢-٨٥" و"تفدوهم" "٢/٨٥" و"أوكلما عهدوا" "٢-١٠٠" و"تصريف الريح" "٢-١٦٤" و"طعام مسكين" "٢-١٨٤" و"فيضعفه" "٢-٢٤٥" و"يضعف" و"مضعفة" حيث وقعن، "ولولا دفع الله" "٢-٢٥١" حيث وقعت "٢٢-٤٠" وفي "فرهن مقبوضة" "٢-٢٨٣".
[البقرة: ٢] .
- وفي آل عمران: "منهم تقة" "٢٨" مكتوبة بالياء "فيكون طيرا" "٤٩" حيث وقع "٥-١١٠" "وقتلوا وقُتلوا" "٣- ١٩٥".
[آل عمران: ٣] .
- وفي النساء: "وثلث وربع" "٣" "ذرية ضعفا" "٩" "كتب الله عليكم" "٢٤" "والذين عقدت أيمنكم" "٣٣" "حسنة يضعفها" "٤٠" "أو لمستم النساء" "٤٣". ومثله في المائدة "٥-٦" "فلقتلوكم" "٤-٩٠" "مرغما كثيرا" "٤-١٠٠".
[النساء: ٤] .
- وفي المائدة: "سبل السلم" "١٦" فما بلغت رسالته" "٦٧" "بلغ
_________
١ سقطت في ب.
1 / 9
الكعبة، طعام مسكين" "٩٥" "قيما للناس" "٩٧" "عليهم الأولين" "١٠٧" "فيكون طيرا" "١١٠" "أكلون للسحت" "٤٢".
[المائدة: ٥] .
- وفي الأنعام: "طير يطير" "٣٨" "وذريتهم" "٨٧" "أكبر مجرميها" "١٢٣" "حيث يجعل رسالته" "١٢٤" "دار السلم" "١٢٧".
[الأنعام: ٦] .
- وفي الأعراف: "إنما طيرهم" "١٣١" "وبطل ما كانوا يعملون" "١٣٩" "عليهم الخبيث" "١٥٧" "وكلمته" "١٥٨" حيث وقعت "خطيئتكم" "١٦١" "إذا مسهم طيف" "٢٠".
[الأعراف: ٧] .
- وفي الأنفال: "الحق بكلمته" "٧" "وتخونوا أمنتكم" "٢٧".
[الأنفال: ٨] .
- وفي التوبة: "أن يعمروا مسجد الله" "١٧" "خلف رسول الله" "٨١".
[التوبة: ٩] .
- وفي يونس: "كلمت ربك" "٣٣".
[يونس: ١٠] .
- وفي هود: "وبطل ما كانوا يعملون" "١٦" "يضعف لهم" "٢٠" "قالوا سلما قال سلم" "٦٩" حيث وقع "٥١-٢٥".
[هود: ١١] .
- وفي يوسف: "آيت للسائلين" "٧" و"في غيبت" "١٠ و١٥" بحذف الألف في الحرفين.
[يوسف: ١٣] .
- وفي الرعد: "وسيعلم الكفر" "٤٢".
[الرعد: ١٣] .
- وفي إبراهيم: "به الريح" "١٨".
[إبراهيم: ١٤] .
- وفي بني إسرائيل: "طيره في عنقه" "١٣".
[بنو إسرائيل: ١٧] .
- وفي الكهف: "تزور عن كهفهم" "١٧" "لكلمته ولن" "٢٧" "نفسًا زكية" "٧٤" "لتخذت عليه" "٧٧" "تذروه الرياح" "٤٥" "لكلمت ربي" "١٠٩".
[الكهف: ١٨] .
- وفي مريم: "تسقط عليك" "٢٥".
[مريم: ١٩] .
- وفي طه: "الأرض مهدا" "٥٣" حيث وقع "٤٣-١٠" و"٧٨-٦" و"ووعدنكم" "٢٠-٨٠".
[طه: ٢٠] .
1 / 10
- وفي الأنبياء: "فجعلهم جذاذا" "٥٨" "تعمل الخبيث" "٧٤" "كانوا يسرعون" "٩٠" "وحرم على قرية" "٩٥".
[الأنبياء: ٢١] .
- وفي الحج: "إن الله يدفع" "٣٨" "ولولا دفع الله" "٤٠" "للذين يقتلون" "٣٩" "معجزين" "٥١".
[الحج: ٢٢] .
- وفي "المؤمنون": "لأمنتهم" "٨" "المضغة عظما فكسونا العظم" "١٤" "سمرا تهجرون" "٦٧".
[المؤمنون: ٢٣] .
- وفي النور: "يخرج من خلله" "٤٣".
[النور: ٢٤] .
- وفي الفرقان: "ارسل الريح" "٤٨" "فيها سرجا" "٦١" "أزواجنا وذريتنا" "٧٤".
[الفرقان: ٢٥] .
- وفي النمل: "آيتنا مبصرة" "١٣" "قال طيركم عند الله" "٤٧" "بل ادّرك علمهم" "٦٦".
[النمل: ٢٧] .
- وفي القصص: "فرغا إن كادت" "١٠" "قالوا سحرن تظهرا وقالوا" "٤٨".
[القصص: ٢٨] .
- وفي العنكبوت: "ءايت من ربه" "٥٠".
[العنكبوت: ٢٩] .
- وفي لقمان: "وفصله" "١٤" "ولا تصعر" "١٨".
[لقمان: ٣١] .
- وفي الأحزاب: "تظهرون منهن" "٤".
[الأحزاب: ٣٣] .
- وكذلك في المجادلة: في الحرفين "٢ و٣" وكذلك حيث وقع "يضعف لها" "٣٣-٣٠".
[المجادلة: ٥٨] .
- وفي سبأ: "في مسكنهم" "١٥" "وهل يجزى" "١٧" "ربنا بعد" "١٩".
[سبأ: ٣٤] .
- وفي فاطر: "على بينت منه" "٤٠".
[فاطر: ٣٥] .
- وفي يونس: "فكهون" "٥٥" حيث وقع "حملنا ذريتهم" "٤١" "بقدر على أن" "٨١".
[يونس: ٣٦] .
- وفي والصافات: "فهم على أثرهم" "٧٠".
[الصافات: ٣٧] .
1 / 11
- وفي الزمر: "من هو كذب" "٣".
[الزمر: ٣٩] .
- وفي غافر: "كلمت ربك" "٦".
[غافر: ٤٠] .
وفي فصلت: "وما تخرج من ثمرت" "٤٧".
[فصلت: ٤١] .
- وفي حم عسق: "ويحق الحقّ بكلمته" "٢٤" و"إن يشأ يسكن الريح" "٣٣".
[حم عسق: ٤٢] .
- وفي الزخرف: "عليه أسورة" "٥٣" "وقل سلم" "٨٩".
[الزخرف: ٤٣] .
- وفي الأحقاف: "أو أثرة من علم" "٤" و"بقدر على" "٣٣".
[الأحقاف: ٤٦] .
- وفي القتال: "والذين قتلوا" "٤".
[القتال: ٤٧] .
- وفي الفتح: "بما عهد عليه الله" "١٠".
[الفتح: ٤٨] .
- وفي الذاريات: "فقالوا سلما قال سلم" "٢٥".
[الذاريات: ٥١] .
- وفي والطور: "واتبعتهم ذريتهم، بهم ذريتهم" "٢١".
[الطور: ٥٢] .
- وفي التحريم: "وإن تظهرا عليه" "٤" "بكلمت ربها وكتبه" "١٢".
[التحريم: ٦٦] .
- وفي ن والقلم: "لولا أن تدركه" "٤٩".
[ن والقلم: ٦٨] .
- وفي المعارج: "برب المشرق والمغرب" "٤٠".
[المعارج: ٧٠] .
- وفي نوح: "مما خطيئتهم" "٢٥".
[نوح: ٧١] .
- وفي الإنسان: "عليهم ثيب سندس" "٢١".
[الإنسان: ٧٦] .
- وفي النبأ: "لغوا ولا كذبا" "٣٥".
[النبأ: ٧٨] .
قال أبو عمرو: فهذا جميع ما في رواية عبد الله بن عيسى، عن قالون، عن نافع مما حذفت منه الألف في الرسم.
1 / 12
وحدثنا أبو الحسن بن غلبون، قراءة مني عليه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن قالون، عن نافع، بعامة هذه الحروف، وزاد في الكهف: "فلا تصحبني" "٧٦". وفي الحج "سكرى وما هم بسكرى" "٢". وفي حم عسق "كبير الإثم" "٣٧". ومثله في والنجم "٣٢". وفي الواقعة "بموقع النجوم" "٧٥". وفي المطففين "ختمه مسك" "٢٦". وفي الفجر "فادخلي في عبدي" "٢٩".
قال أبو عمرو: ورأيت رسم عامة الحروف المذكورة في مصاحف أهل العراق وغيرها على نحو ما رويناه عن مصاحف أهل المدينة.
حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان -استخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه أثر دمه- في سورة البقرة "خطيكم" "٥٨" بحرف واحد والتي في الأعراف "خطيئتكم" "١٦١" بحرفين، قال أبو عمرو: وكذلك التي في نوح "٢٥" في جميع المصاحف بحرفين "وميكيل" "٢-٩٨" بغير ألف. وفي يوسف "حش لله" "٣١ و٥١". وفي الرعد "وسيعلم الكفر" "٤٢". وفي طه "إن هذان" "٦٣".
قال: وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها فيه بغير ألف، وفي "المؤمنون" "أم تسئلهم خرجًا" "٧٢" وفيها "٨٥، ٨٧، ٨٩" "سيقولون لله لله لله" وفي الإنسان "قواريرا" "١٥" الأولى بالألف والثانية "١٦" كانت بالألف، فحكت ورأيت أثرها بينا هناك، وأما "سلسلا" "٤" فرأيتها قد درست.
حدثنا الخاقاني قال: حدثنا أحمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: حدثنا عاصم الجحدري قال: هو في الإمام مصحف عثمان بن عفان الذي كتبه للناس كلهن "لله لله" يعني قوله في "المؤمنون": "سيقولون لله" قال عاصم: وأول من زاد هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي. قال أبو عبيد: ثم تأملتها في الإمام فوجدتها على ما رواه الجحدري قال: وهكذا رأيتها في مصحف قديم بالثغر بُعث به إليهم قبل خلافة عمر بن عبد العزيز، وكذلك هي في مصاحف المدينة وفي مصاحف الكوفة جميعًا وأحسب
1 / 13
مصاحف الشام عليها، حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن قطن قال: حدثنا سليمان بن خلاد قال: حدثنا اليزيدي قال: في مصاحف أهل المدينة ومكة "وسيعلم الكفر" "١٣-٤٢" على واحد.
فصل:
قال أبو عمرو: أجمع١ كتاب المصاحف على حذف الألف من الرسم بعد يا التي للنداء وبعدها التي للتنبيه اختصارًا أيضًا؛ وذلك في نحو قوله: "يأيها الناس" و"يأرض" و"يأولي الألبب" و"يأخت هرون" و"يئادم" و"ينوح" و"يلوط" و"يهود" و"يشعيب" و"يصلح" و"يهرون" و"يمريم" و"يفرعون" و"يهمن" و"يملك" و"ياسفى" و"يويلتى" و"ويحسرتى" و"يربّ" و"يبنيّ" و"يبَنِيَّ" و"يقوم" و"هانتم" و"هؤلاء" و"هذا" و"هذه" و"هذن" و"هتين" و"هكذا" وما كان مثله حيث وقع، والألف الثانية في الخط بعد الياء والهاء فيما كان بعدهما فيه همزة هي٢ الهمزة لكونها مبتدأة.
وكذلك أجمعوا على حذف الألف في قوله: "الرحمن" ﷿ حيث وقع، وفي قوله: "ذلك" و"ذلكم" و"ذلكن" و"أولئك".
باب ذكر ما حذفت منه الياء اجتزاء بكسر ما قبلها منها "ويلحظ السند الدقيق المبني على الرواية الصحيحة":
حدثنا محمد بن أحمد بن علي البغدادي قراءة عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري النحوي قال: والياءات المحذوفات من كتاب الله ﷿ اكتفاء بالكسرة منها على غير معنى نداء في سورة البقرة "فإيي فارهبون" "٤٠" "وإيي فاتقون" "٤١" "ولا تكفرون" "١٥٢" "دعوة الداع إذا دعان" "١٨٦" "واتقون يا أولي الألبب" "١٩٧"، وفي سورة آل عمران: "ومن اتبعن وقل" "٢٠" "وأطيعون" "٥٠" "وخافون إن كنتم" "١٧٥"، وفي النساء: "وسوف يؤت الله" "١٤٦"، وفي المائدة: "واخشون اليوم" "٣" "واخشون ولا تشتروا" "٤٤"، وفي سورة الأنعام: "يقض الحق" "٥٧" وفيها "وقد هدن" "٨٠"،
_________
١ كذا في ٤٦ وب، وفي ٤٧ واجتمع، وفي ٤٨ واجتمعوا كتاب.
٢ من في ٤٦.
1 / 14
في الأعراف: "ثم كيدون فلا تنظرون" "١٩٥"، وفي يونس: "ولا تنظرون" "٧١" "ننج المؤمنين" "١٠٣"، وفي هود: "فلا تسئلن ما ليس" "٤٦" "ثم لا تنظرون" "٥٥" "ولا تخزون في ضيفي" "٧٨" "يوم يأت لا تكلم" "١٠٥"، وفي يوسف: "فأرسلون" "٤٥" "ولا تقربون" "٦٠" "حتى تؤتون موثقا" "٦٦" "لولا أن تفندون" "٩٤"، وفي الرعد: "الكبير المتعال" "٩" "وإليه متاب" "٣٠" "وإليه مئاب" "٣٦" "فكيف كان عقاب" "٣٢"، وفي إبراهيم: "وخاف وعيد" "١٤" "بما أشركتمون من قبل" "٢٢" "وتقبل دعاء ربنا" "٤٠"، وفي الحجر: "فلا تفضحون" "٦٨" "ولا تخزون" "٦٩"، وفي النحل: "فاتقون" "٢" "فإيي فارهبون" "٥١"، وفي بني إسرائيل: "لئن أخرتن" "٦٢" "فهو المهتد" "٩٧"، وفي الكهف: "فهو المهتد" "١٧" "إن يهدين" "٢٤" "إن ترن" "٣٩" "أن يؤتين خيرا" "٤٠" "على أن تعلمن" "٦٦" "ما كنا نبغ" "٦٤"، وفي طه: "ألا تتبعن" "٩٣"، وفي الأنبياء: "فاعبدون" "٢٥" "فلا تستعجلون" "٣٧" "وأنا ربكم فاعبدون" "٩٢"، وفي الحج: "والباد ومن يرد" "٢٥" "فكيف كان نكير" "٤٤" "وإن الله لهاد الذين" "٥٤"، وفي المؤمنون: "بما كذبون" "٢٦" "بما كذبون" "٣٩" "فاتقون"١ "٥٢" "أن يحضرون" "٩٨" "رب ارجعون" "٩٩" "ولا تكلمون" "١٠٨"، وفي الشعراء: "أخاف أن يكذبون" "١٢" "أن يقتلون" "١٤" "فهو يهدين" "٧٨" "ويسقين" "٧٩" "فهو يشفين" "٨٠" "ثم يحيين" "٨١" "وأطيعون" في ثمانية مواضع٢ "وإن قومي كذبون" "١١٧"، وفي النمل: "واد النمل" "١٨" "أتمدونن بمال فما آتان الله" "٣٦" "حتى تشهدون" "٣٣"، وفي القصص: "أن يقتلون" "٣٣" "أن يكذبون" "٣٤"، وفي العنكبوت: "فاعبدون" "٥٦"، وفي الروم: "يهد العمي" "٥٣"، وفي سبأ: "الجواب" "١٣" و"نكير" "٤٥"، وفي فاطر "نكير" "٢٦"، وفي يس: "إن يردن الرحمن" "ولا ينقذون" "٢٣" "فاسمعون" "٢٥"، وفي
_________
١ زيادة في ٤٨ فقط.
٢ هي: ١٠٨، ١١٠، ١٢٦، ١٣١، ١٤٤، ١٥٠، ١٦٣، ١٧٩.
1 / 15
والصافات: "لتردين" "٥٦" "إلى ربي سيهدين" "٩٩" "صال الجحيم" "١٦٣"، وفي ص: "عذاب" "٨" "فحق عقاب" "١٤"، وفي الزمر: "يعباد فاتقون" "١٦" "فبشر عباد الذين" "١٧"، وفي المؤمن١: "عقاب" "٥" "يوم التلاق" "١٥" "يوم التناد" "٣٢" "اتبعون أهدكم" "٣٨"، وفي عسق٢ "الجوار" "٣٢"، وفي الزخرف: "سيهدين" "٢٧" "واتبعون هذا" "٦١" "وأطيعون" "٦٣"، وفي الدخان: "أن ترجمون" "٢٠" "فاعتزلون" "٢١" وفي ق: "فحق وعيد" "١٤" و"المناد" "٤١" و"وعيد" "٤٥"، وفي الذاريات: "ليعبدون" "٥٦" "أن يطعمون" "٥٧" "فلا تستعجلون" "٥٩"، وفي القمر: "فما تغن النذر" "٥" "يدع الداع" "٦" "مهطعين إلى الداع" "٨" وفيها ستة مواضع "ونذر"٣، وفي الرحمن: "الجوار" "٢٤"، وفي الملك: "نذير" "١٧" و"نكير" "١٨"، وفي نوح: "وأطيعون" "٣"، وفي والمرسلات: "فكيدون" "٣٩"، وفي كورت: "الجوار الكنس" "١٦"، وفي والفجر: "إذا يسر" "٤" "وبالواد" "٩" و"أكرمن" "١٥" و"أهنن" "١٦"، وفي قل يا أيها الكفرون: "ولي دين" "٦".
قال أبو بكر: فهذه الحروف كلها الياء ساقطة منها في المصحف والوقف عليها بغير ياء وما سوى ذلك فهو بالياء، قال أبو عمرو: وقد أغفل ابن الأنباري من الياءات المحذوفات في الرسم خمسة مواضع، فلم يذكرها مع نظائرها، فأولها في طه "بالواد المقدس" "١٢"، وكذلك في القصص "الواد الأيمن" "٣٠"، وكذا في والنازعات: "بالواد المقدس" "١٦"، وفي الشعراء: "إن معي ربي سيهدين" "٦٢"، وفي ق: "واستمع يوم يناد" "٤١"، ولا خلاف بين المصاحف في حذف الياء من هذه المواضع كسائر ما تقدم، فأما قوله: "فبم تبشرون" "٥٤"، في الحجر و"تشقون فيهم" "٢٧" في النحل: فمن كسر النون فيهما ألحقهما بنظائرهما من الياءات المحذوفات، ومن فتح النون فيهما أخرجهما من جملة الياءات.
حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: وكل اسم
_________
١ وتسمى: غافر.
٢ هي الشورى.
٣ هي في الآيات: ١٦، ١٨، ٢١، ٣٠، ٣٧، ٣٩.
1 / 16
منادى أضافه المتكلم إلى نفسه فالياء منه ساقطة، كقوله: "يقوم" "يعباد فاتقون" "١٦" "يعباد الذين ءامنوا" "١٠" في سورة الزمر، إلا حرفين أثبتوا فيهما الياء في العنكبوت "يعبادي الذين ءامنوا" "٥٦"، وفي الزمر: "يعبادي الذين أسرفوا" "٥٣"، قال: واختلفت المصاحف في حرف في الزخرف "يعبادي لا خوف عليكم" "٦٨" فهو في مصاحف أهل المدينة بياء، وفي مصاحفنا يعني مصاحف أهل العراق بغير ياء.
حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن قطن قال: حدثنا أبو خلاد قال: حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه رأى ذلك في مصاحف أهل المدينة والحجاز بالياء، قال اليزيدي: وهو في مصاحفنا بغير ياء، وروى معلى بن عيسى عن عاصم الجحدري قال: "إبراهيم" في البقرة بغير ياء، كذا وجد في الإمام وهو في كل القرآن بالياء.
فصل:
قال أبو عمرو: وكل اسم مخفوض أو مرفوع آخره ياء ولحقه التنوين، فإن المصاحف اجتمعت على حذف تلك الياء بناء على حذفها من اللفظ في حال الوصل لسكونها وسكون التنوين بعدها، وذلك في نحو قوله: " ﴿غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ﴾، و﴿مِنْ هَادٍ﴾، و﴿مِنْ وَالٍ﴾، و﴿مِنْ وَاقٍ﴾، وغواش، وليال، وبواد، وفي كل واد، ومستخف، وإلا زان، ودان، و﴿لَآتٍ﴾، و﴿مُلاقٍ﴾، و﴿مَنْ رَاقٍ﴾ " وشبهه.
حدثنا بذلك محمد بن أحمد بن علي، عن محمد بن القسم الأنباري، وكذلك وجدنا ذلك في كل المصاحف، وبالله التوفيق.
باب ذكر ما حذفت منه الواو اكتفاء بالضمة منها، أو لمعنى غيره:
حدثنا أبو مسلم١ محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا ابن الأنباري قال: وحذفت الواو من أربعة أفعال مرفوعة، أولها في سبحان: "ويدع الإنسن بالشر"
_________
١ كذا في ٤٦ وب، وفي ٤٧ أبو هشام، وفي ٤٨ بحذف الكنية. ترجم في غاية النهاية ج٢ ص١٣ وكني بأبي مسلم.
1 / 17
"١١"، وفي عسق: "ويمح الله البطل" "٢٤"، وفي القمر: ﴿يَدْعُ الدَّاعِ﴾ "٦"، وفي العلق: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ "١٨"، قال أبو عمرو: ولم تختلف المصاحف في أن الواو من هذه المواضع ساقطة، وكذا اتفقت على حذف الواو من قوله في التحريم: "وصلح المؤمنين" "٤" وهو واحد يؤدى عن جمع١.
حدثنا الخاقاني قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان: ﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [٦٣-١٠] بحذف الواو، واتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف، وقال الحلواني أحمد بن يزيد عن خالد بن خداش قال: قرأت في الإمام أمام عثمان: "وأكون" بالواو وقال: رأيت المصحف ممتلئًا دما وأكثره في النجم.
وحدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: قال الفراء: حذفت واو الجمع في المصحف في قوله: ﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ [٩-٦٧]، [٥٩-١٩] قال أبو عمرو: ولا نعلم أن ذلك كذلك في شيء من مصاحف أهل الأمصار والذي حُكي عن الفراء غلط من الناقل.
باب ذكر ما رسم بإثبات الألف على اللفظ أو المعنى:
حدثنا خلف بن حمدان المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان ﵁ في البقرة: "اهبطوا مصرا" "٦١" بالألف، وفي يوسف "ءايات للسائلين" "٧" بالألف والتاء، وفي الكهف: "لكنا هو الله" "٣٨" بالألف، وفي الأحزاب: "الظنونا" "١٠" و"الرسولا" "٦٦" و"السبيلا" "٦٧" ثلاثتهن بالألف. قال أبو عبيد: وقوله "سلسلا" [٧٦-٤] و"قواريرا قواريرا" [٧٦-١٥ و١٦] الثلاثة الأحرف في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة: "قواريرا" الأولى بالألف والثانية بغير ألف.
_________
١ في ٤٨ و٤٦ يؤدى عن جميع، وفي ٤٧ عن الجميع.
1 / 18
وحدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا محمد بن القاسم النحوي قال: حدثنا إدريس عن خلف قال: في المصاحف كلها الجدد والعتق "قواريرا" الأولى بالألف، والحرف الثاني "قوارير" فيه اختلاف، فهو في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة "قواريرا قواريرا" جميعًا بالألف، وفي مصاحف أهل البصرة الأولى بالألف والثاني "قوارير" بغير ألف.
قال أبو عمرو: وكذلك في مصاحف أهل مكة، وروى محمد بن يحيى القُطي عن أيّوب بن المتوكّل قال: في مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل مكة وعتق مصاحف أهل البصرة "قواريرا قواريرا" بألفين، قال أبو عمرو: ولم تختلف مصاحف أهل الأمصار في إثبات الألف في ﴿الظُّنُونَا﴾ و﴿الرَّسُولا﴾ و﴿السَّبِيلا﴾ و﴿سَلاسِلا﴾ واختلف في "قواريرا قواريرا".
وحدثنا أحمد بن عمر بن محمد القاضى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن منير قال: حدثنا عبد الله بن عيسى قال: حدثنا قالون عن نافع أن الثلاثة الأحرف التي في الأحزاب "١٠ و٦٦ و٦٧" والثلاثة الأحرف التي في الإنسان "٤ و١٥ و١٦" في الكتاب بالألف.
وحدثنا محمد بن أحمد، حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا إدريس عن خلف قال: سمعت يحيى بن آدم يحدث عن ابن إدريس قال: في المصاحف الأول الحرف الأول والثاني يعني "قوارير قوارير" بغير الألف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: وقوله ﷿: ﴿عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ﴾ "٤٠" في سورة فاطر رأيتها في بعض المصاحف بالألف والتاء، قال أبو عمرو: وكذلك وجدت أنا ذلك في بعض مصاحف أهل العراق الأصلية القديمة، ورأيت ذلك في بعضها بغير ألف. وحدثنا أحمد بن عمر بن محفوظ قال: حدثنا محمد بن أحمد الإمام قال: حدثنا عبد الله بن عيسى قال: حدثنا قالون عن نافع أن ذلك مرسوم في الكتاب بغير ألف، وكذلك "ءايت للسائلين" "٧" في يوسف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج عن هارون قال: حدثني عاصم الجحدري قال
1 / 19
في الإمام مصحف عثمان بن عفان في الحج "ولؤلؤا" ٢٣" بالألف والتي في الملائكة١ "ولؤلؤ" "٣٣" خفضٌ بغير ألف. قال أبو عبيد: وكان أبو عمرو يقول: إنما أثبتوا فيها الألف كما زادوها في "كانوا" و"قالوا" قال: وكان الكسائي يقول: إنما زادوها لمكان الهمزة، حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن قَطَن قال: حدثنا سليمان بن خلاد قال: حدثنا اليزيدي قال: قال أبو عمرو: إنما كتبوا الألف في قوله: "ولؤلؤا" "٢٣" في الحج كتبوا ألف٢ "قالوا" وما أشبهه.
قال أبو عمرو: ولم تختلف المصاحف في رسم الألف في الحج "٢٣" وإنما اختلفت٣ في فاطر "٣٣". وزعم نصير أن المصاحف اتفقت على حذف الألف في فاطر٤، وروى إبراهيم بن الحسن عن بشار بن أيوب عن أسيد عن الأعرج قال: كل موضع فيه "اللؤلؤ" فأهل المدينة يكتبون فيه ألفًا بعد الواو الأخيرة وحدثنا أحمد بن عمر الجيزي قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن عيسى قال: حدثنا قالون عن نافع أن الحرف الذي في فاطر "ولؤلؤا" بألف مكتوبة٥.
وحدثنا ابن خاقان المقرئ إجازة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني بإسناده عن محمد بن عيسى الأصبهاني قال: كل شيء في القرآن من ذكر "اللؤلؤ" فإنما يكتب "لؤلؤ" ليس فيه٦ ألف في مصاحف البصريين إلاّ في مكانين ليس في القرآن غيرهما: في الحج "ولؤلؤا" "٢٣" وفي هل أتى على الإنسان "حسبتهم لؤلؤا" "١٩" قال: وقال عاصم الجحدري: كل شيء في الإمام مصحف عثمان: من ذكر اللؤلؤ"٧ فيها ألف إلاّ التي في الملائكة٨ "٣٣" وقال الفراء: هما في مصاحف أهل المدينة والكوفة بألفين. حدثنا فارس بن أحمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عمر بن يوسف قال: حدثنا الحسين بن شيْرَك قال: حدثنا أبو حمدون قال: حدثنا اليزيدي في قوله: "نفسا زاكية" [١٨-٧٤] قال: هي مكتوبة بالألف في مصاحف أهل المدينة وأهل مكة.
_________
١ هي سورة فاطر.
٢ في ٤٧: الألف في.
٣ في ٤٧: اختلفوا.
٤ من: وزعم، إلى: في فاطر غير موجود في ٤٦ و٤٨.
٥ في ب: بالألف مكتوب.
٦ فيها في ٤٧.
٧ زيادة ملحقة بهامش ٤٧.
٨ هي سورة فاطر.
1 / 20
وحدثنا أحمد بن عمر، قال: حدثنا محمد بن منير قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا قالون عن نافع أنها مكتوبة بغير ألف، وحدثنا خلف بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد المكي قال: حدثنا علي قال: قال أبو عبيد في الكتاب "ألا أن ثمودا" "٦٨" في هود وفي الفرقان "٣٨" وفي العنكبوت "٣٨" والنجم "٥١" بالألف مثبتة، وحدثنا أحمد بن محفوظ قال: حدثنا ابن منير قال: حدثنا المدني عن قالون عن نافع أن الأربعة في الكتاب بألف، قال أبو عمرو: ولا خلاف بين المصاحف في ذلك.
فصل:
ولا خلاف ترد بينها١ في زيادة الألف بعد الميم في قوله "مائة" و"مائتين" حيث وقعا ولم تزد في قوله "فئة" و"فئتين" وكذلك زيدت الألف بعد الواو في قوله ﷿: "الربوا" في جميع القرآن، وفي قوله: "إن امرؤٌا هلك" "١٧٦" في النساء وكذلك زيدت في نحو قوله: "يعبؤا وتفتؤا ولا تظلموا ويبدؤا والضعفؤا وآنِّا بُرَءؤا" وشبهه مما رسمت الهمزة المتطرفة المضمومة فيه واوا على مراد الوصل للمشابهة التي بين هذه الواو في هذه المواضع، وبين واو الجمع وواو الأصل في الفعل من حيث وقعت طرفا كهنّ.
وقال محمد بن عيسى: رأيت في المصاحف كلها: "شيء" بغير ألف، ما خلا الذي في الكهف يعني قوله: "ولا تقولن لشاي" "٢٣" قال: وفي مصحف٢ عبد الله رأيت كلها بالألف "شاي" قال أبو عمرو: ولم أجد شيئًا من ذلك في مصاحف أهل العراق وغيرها بألف.
حدثنا خلف بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي٣ بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد أن المصاحف كلها اجتمعت على رسم ألف بعد اللام في قوله في مريم: "لأَهب لك" "١٩".
_________
١ كذا في ب، وفي ثلاثة أصولنا: ولا خلاف أيضًا بينهما.
٢ كذا في ب، وفي ثلاثة أصولنا مصاحف. وفي ٤٧ مصاحف عبد الله يعني ابن مسعود.
٣ في ب محمد، والذي في غاية النهاية علي بن عبد العزيز، روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وروى عنه أحمد بن محمد.
1 / 21
فصل:
قال أبو عمرو: واتفق١ كتاب المصاحف على رسم ألف بعد الواو صورة للهمزة في قوله في المائدة: "أَنْ تبوأ بإثمي" "٢٩" وفي القصص "لتنوأ بالعصبة" "٧٦" ولا أعلم همزة متطرفة قبلها ساكن صوّرت خطّا في المصحف إلا في هذين الموضعين لا غير، وكذلك اتّفقوا على أن رسموا ألفًا بعد الشين في قولة "النشأة" "٢٠" في العنكبوت والنجم "٤٧" والواقعة "٦٢" ولا أعلم همزة متوسطة قبلها ساكن رسمت في المصحف إلا في هذه الكلمة، وفي قوله "موئلا" "٥٨" في الكهف لا غير، ويجوز عندى أن يكون رسموها ههنا على قراءة من فتح الشين ومدّ.
واختلفت المصاحف في قوله في الأحزاب "يسئلون عن أنبائكم" "٢٠" وسيأتي ذلك في موضعه إن شاء الله، وقد بقي من هذا الباب مواضع يأتي ذكرها فيما اجتمعت المصاحف على رسمه إن شاء الله.
فصل:
قال أبو عمرو: واجتمع أيضًا كتّاب المصاحف على رسم النون الخفيفة ألفًا، وجملة ذلك موضعان: في يوسف "وليكونا من الصغرين" "٣٢" وفي العلق ﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾ "١٥" وذلك على مراد الوقف وكذلك رسموا النون ألفًا لذلك في قوله: ﴿وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ﴾ و﴿فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ﴾ و"إذا لأذقنك" و"قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا" وشبهه من لفظه حيث وقع، وكذلك رسموا التنوين نونًا في قوله ﴿وَكَأَيِّنْ﴾ حيث وقع وذلك على مراد الوصل، والمذهبان قد يستعملان في الرسم دلالة على جوازهما فيه، وقال الغازي بن قيس: العذاب، والعقاب، والحساب، والبيان، والغفار، والجبّار، والساعة، والنهار، بألف يعني في المصاحف وذلك على اللفظ.
قال أبو عمرو: وكذلك رسموا كل ما كان على وزن فَعال -بفتح الفاء وبكسرها- وعلى وزن فاعل نحو: "ظالم، وكاتب، وشاهد، ومارد، وشارب، وطارد" وعلى وزن فعَّال نحو: "خوان، وختار، وصبار، وكفار" وعلى وزن
_________
١ واتفقت في ب.
1 / 22