106

রাসাইল

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

জনগুলি

وقتل عبد الرحمن بن العوام بن خويلد في خلافة عمر بن الخطاب في بعض المغازي، وقتل ابنه عبد الله يوم الدار مع عثمان. فعبد الله بن عبد الرحمن بن العوام بن خويلد قتيل ابن قتيل ابن قتيل ابن قتيل، أربعة في نسق. ومن قتلاهم: عيسى بن مصعب بن الزبير، قتل بين يدي أبيه بمسكن في حرب عبد الملك، وكان مصعب يكنى أبا عيسى، وعيسى كلاهما: موالي قريش كهلها وصميمها. ومنهم مصعب بن عكاشة بن مصعب بن الزبير، قتل يوم قديد في حرب الخوارج، وقد ذكره الشاعر:

قمن فاندبن رجالا قتلوا

بقديد ولنقصان العدد

ثم لا تعدلن فيها مصعبا

حين يبكى من قتيل بأحد

إنه قد كان فيها باسلا

صارما يقدم إقدام الأسد

ومنهم خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير، خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن فقتله أبو جعفر وصلبه. ومنهم عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير قتل بقديد أيضا، وسمي عتيقا باسم جده أبي بكر الصديق.

قال: وإن كان الفخر والفضل في الجود والسماح، فمن مثل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب؟ ومن مثل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب؟ وقد اعترضت الأموية هذا الموضع فقالت: إنما كان عبد الله بن جعفر يهب مما كان معاوية ويزيد يهبانه له، فمن فضل جودنا جاد. قالوا: ومعاوية أول رجل في الأرض وهب ألف ألف درهم، وابنه يزيد أول من ضاعف ذلك، فإنه كان يجيز الحسن والحسين ابني علي في كل عام لكل واحد منهما بألف ألف درهم، وكذلك كان يجيز عبد الله بن العباس وعبد الله بن جعفر، فلما مات وقام يزيد وفد عليه عبد الله بن جعفر فقال له: إن أمير المؤمنين معاوية كان يصل رحمي في كل سنة بألف ألف درهم، قال: فلك ألفا ألف درهم! فقال: بأبي أنت وأمي! أما إني ما قلتها لابن أنثى قبلك! قال: فلك أربعة آلاف ألف درهم. وهذا الاعتراض ساقط؛ لأن ذلك إن صح لم يعد جودا ولا جائزة ولا صلة رحم، هؤلاء قوم كان يخافهم على ملكه ويعرف حقهم فيه وموقعهم من قلوب الأمة، فكان يدبر في ذلك تدبيرا ويريغ أمورا ويصانع عن دولته وملكه. ونحن لم نعد قط ما أعطى خلفاء بني هاشم قوادهم وكتابهم وبني عمهم جودا، فقد وهب المأمون للحسن بن سهل غلة عشرة آلاف ألف، فما عد ذلك منه مكرمة، وكذلك كل ما يكون داخلا في باب التجارة واستمالة القلوب وتدبير الدولة. وإنما يكون الجود ما يدفعه الملوك إلى الوفود والخطباء والشعراء والأشراف والأدباء والسمار ونحوهم، ولولا ذلك لكان الخليفة إذا وفى الجند أعطياتهم احتسب ذلك في جوده! فالعمالات شيء والإعطاء على دفع المكروه شيء، والتفضل والجود شيء.

ثم إن الذين أعطاهم معاوية ويزيد هو بعض حقهم، والذي فضل عليهما أكثر مما خرج منهما. وإن أريد الموازنة بين ملوك بني العباس وملوك بني أمية في العطاء افتضح بنو أمية وناصروهم فضيحة ظاهرة. فإن نساء خلفاء بني العباس أكثر معروفا من رجال بني أمية، ولو ذكرت معروف أم جعفر وحدها لأتى ذلك على جميع صنائع بني مروان، وذلك معروف. ولو ذكرت معروف الخيزران وسلسبيل لملأت الطوامير الكثيرة به، وما نظن خالصة مولاتهم إلا فوق أجواد أجوادهم. وإن شئت أن تذكر مواليهم وكتابهم فاذكر عيسى بن ماهان، وابنه عليا، وخالد بن برمك، وابنه يحيى، وابنيه جعفرا والفضل، وكاتبهم منصور بن زياد، ومحمد بن منصور فتى العسكر، فإنك تجد لكل واحد من هؤلاء ما يحيط بجميع صنائع بني عبد شمس.

অজানা পৃষ্ঠা