الحدث
من مارون عبود إلى يوسف يزبك
يا أخي يوسف
لا أدخل الموضوع الذي يخصني من مقالك الشائق؛ لئلا يكون كلامنا من صنف حك لي أحك لك ... ولكني أجيب عن بعض نقاط في الموضوع أولها تاريخ الولادة.
أنت محقق أكثر مني في تاريخ لبنان عامة، وتاريخ هذه الحقبة خاصة؛ لأن وثائقها الخطية تحت يدك، ولا أنسى قصتك الرائعة - ليلة عيد الميلاد - عن ثورة كسروان، ولا أنسى أيضا يوم تلاقينا في «دار المكشوف» وكنت تتأبط خيرا؛ أي نسخة تاريخ طنوس الشدياق الأصلية. أما المكان فنحن غير قاسمين فسيان عندي عشقوت والحدث والمتن وكسروان، فالرجل ولد بلا شك، وإن نقص من عمره عام؛ فعام الجبار سنون من حياة الأقزام.
أما أنا فاعتمدت، في تحديد الظرفين، العلامة الدبس (الجامع المفصل، ص534)، والدبس من أصقاء شدياقنا وعارفي فضله.
أما المارونية فلا يعني أدب الشدياق منها شيء؛ إذ ليس هناك أدب ماروني على كثرة أدباء الموارنة، بل هناك أدب من محصولات هذا الجبل كما نقول: بن عدني، وتمر عراقي، ورز مصري وهلم جرا.
وما افتخاري بالفارياق وأنا وأنت وكل أديب أقرب إليه من أهله، إلا كافتخار رجل بابن ضيعته، وما لبنان إلا ضيعة من ضياع الأدب العربي، والذي أسميه هنا ضيعة هو القطر بكامله.
فلندع فينيقيا للمتفينقين ، والفرعونية للمتفرعنين، وحسبي وحسبك لساننا المبين، فما يزدريه إلا الذين هم أعداء لما جهلوا ...
أما طنوس، فالأب شيخو اليسوعي قلده منصب القضاء (الآداب العربية في القرن التاسع عشر، جزء أول، ص106، س3)، ولدي مكتوب يوصي به الفارياق بأخيه طنوس الذي هو «من رجال السمت»، ولكن المنصب الذي يرشحه له غير مذكور.
অজানা পৃষ্ঠা