فإلى أين يا أمين، أإلى القبر؟ ففيه انتداب منكر ونكير، أإلى السماء؟ ففيها انتداب بطرس ورضوان، وفي هذه الأرض يتنازعنا الملاكان ... وفي جهنم لوسيفوروس وأصحابه ذوو الأذناب والقرون ...
فما أرى هذه الأمة إلا مفلتة من نير لتقع تحت النير، وما شكر السوق إلا من ربح. لا يثير شجوني شيء، يا أخي، كالذين غرقوا حتى الآذان في لجة الفرنك، حتى إذا انقطعت الجراية كفروا بالفرنج، ولا أدري إذا كانوا يندمون كبطرس عند صياح الديك.
ألا رحم الله ابن الرومي حين قال يهجو إسماعيل بن بلبل:
تشيبن حين هم بأن يشيبا
لقد غلط الفتى غلطا عجيبا
فما أكثر المرتدين في هذه الأرض - وإن إلى حين - ونحن كرجال الدين نعد الارتداد هداية وهو وليد الغاية! والغايات أكثر عجائب من الليالي.
عللت النفس برؤيتك في العراق فإذا بك تعود إلى الفريكة، فهنيئا لك ربيعها الضاحك كسنك، وإن خلا من سخريتك، وأنعم بمنظر سنابلها الطريئة! فكل ما على «أرضنا» فريك ... الحصاد كثير والفعلة قليلون؛ فاطلب ما شئت من رب الحصاد.
قرت بطلعتك عين «عجوز منبج» يا أبا فراس، وعليك ألف سلام من أخ يشتاقك وهو جد مؤمن بوفائك ومروءتك وإبائك.
عين كفاع
22 / 4 / 1934
অজানা পৃষ্ঠা