الرسالة الثامنة: رسالته إلى إبن صياح
...
-٨- الرسالة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يعلم من وقف عليه من الإخوان المتبعين محمدًا ﷺ أن ابن صياح سألني عما ينسب إليَّ، فطلب مني أن أكتب الجواب، فكتبته:
الحمد لله رب العالمين. أما بعد، فما ذكره المشركون على أني أنهى عن الصلاة على النبي، أو أني أقول: لو أن لي أمرًا هدمت قبة النبي ﷺ، أو أني أتكلم في الصالحين، أو أنهى عن محبتهم، فكل هذا كذب وبهتان، افتراه علي الشياطين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، مثل أولاد شمسان، وأولاد إدريس، الذين يأمرون الناس ينذرون لهم، وينخونهم ويندبونهم، وكذلك فقراء الشيطان، الذين ينتسبون إلى الشيخ عبد القادر، ﵀، وهو منهم بريء كبراءة علي بن أبي طالب من الرافضة.
فلما رأوني آمر الناس بما أمرهم به نبيهم ﷺ: أن لا يعبدوا إلا الله، وأن من دعا عبد القادر فهو كافر وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخا الصالحين أو الأنبياء، أو ندبهم أو سجد لهم، أو نذر لهم أو قصدهم بشيء من أنواع العبادة التي هي حق الله على العبيد. وكل إنسان يعرف أمر الله ورسوله لا ينكر هذا الأمر، بل يقرّ به ويعرفه.
وأما الذي ينكره فهو بين أمرين: إن قال: إن دعوة الصالحين واستغاثتهم، والنذر لهم وصيرورة الإنسان فقيرًا لهم، أمر حسن، ولو ذكر الله ورسوله، أنه كفر؛ فهو مصر بتكذيب الله ورسوله، ولا خفاء في كفره؛ فليس لنا معه كلام. وإنما كلامنا مع رجل يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب ما أحب الله
1 / 52