============================================================
و وأنشى، بل مذة منه عليكم، ولطفا بكم، ورأفة ورحمة واختبارا ليبلوكم أيكم أحسن عملا، ولتعرفوا قدر ما خصصم به في عصره من نعمنه وحسن مذته وجميل لطفه وعظم فضله وإحسيانه دون من قد سلف من قبلكم. فاشكروا الله ووليه كثيرا على ما خولكم من فضله. ولعلكم نشكرون ونعملون عملا برضي ويضاهي أعمال الأمم السالفين أضعافا حسب ما ضاعفه لكم ولي الله في عصره، من نعمه الظاهرة الجليلة من الفناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام، إلى غير ذلك من الأرزاق والاقطاع والضياع وغيره من أغراض الدنيا على اختلاف صناف أحسانه. ورقا خاصتكم وعامتكم إلى الدرجات العالية والرتب السانية لتقفوا مسالك أولي الألباب. وأمركم وشرفكم بأحسن الألقاب. ومولكم في الأرض مشرقا ومغربا وسهلا وجبلا وبرا وبحرا. فأننم ملوكها وسلاطينها وجباة أموالها تفك لكم بمادة ولي الله الرقاب، ونتقاد إليكم الوفود و الأحزاب. وإن نتعدوا نعمة الله لا تحصوها فعشتم في فضل آمير المؤمنين سلام الله عليه رغدا بغبر عمل ونزجون من بعد ذلك حسن ماب: ومن نعمه الباطذة عليكم نمسككم في ظاهر أمركم بموالانه تعنزون بها في ذنيانكم، وتزجون بها نجانكم، والفوز في آخرنكم، فقد تمنون على الله وعلى وليه بإيمانكم، بل الله يمن عليكم أن هداكم إلى الإيمان (10). فأنتم متظاهرون بالطاعة متمكون بالمعصية، ولو استقمتم على الطريقة الوسطى لأسقيتم ماء غدقا (11) .
من نعمه الباطنة عليكم أحباؤه لسنن الإسلام والإيمان التي هي الدين عند الله وبه شفتم وطهرتم في عصره على جمبيع المذاهب والأديان، وميزكم من عبدة الأوثان، وأبانهم عنكم بالزلة والحرمان، وهدم كنائسهم ومعالم أديانهم وقد كانت قديمة من قدم الأزمان، وانقادت الذمة اليكم طوعا وكرها، فدخلوا في دين الله
পৃষ্ঠা ২৯