============================================================
الأعلى منها، ومعجزات لاهونه عليها. وهو المنزه عن الصفات واللغات، سبحانه وتعالى عما بصفون علوا كبيرا اما بعد فقد وصلذا أيها الأخ الشفيق، ما كتبته من لدنا في طلب العلم الحقيق، وما يتقوله الفاسق الفسيق ، وليس علم النوحيد كعلم الفلاسفة والنلحيد، ولا كما رتبوه الدعاة والعبيد، ولا الدرة النيمة كالحجر الجلميد، ولا الاحدانية كالواحد المفيد، ولا العال الذي لا بدرك كعلة علم تعادلا، بل الحقائق تأييد، من المعل الأزل إلى عبده علة العلل، والمعل هو الأحد، والعلة هو الواحد الذي يفيد جميع العالمين. وهم الدعاة والماذونين والمكاسرين والمستجيبين بعلمه، وبما آيده المولى سبحانه من رحمنه وحكمنه، وهو الواحد في كل عصر وزمان الذي هو العلة معلم العالمين ومؤدبهم.
وسائر الناس بمنزلة الصبيان الذين في المكنب وما منهم صبي إلا ويجب عليه طاعة أبيه اكثر من طاعة المعلم وهو يحبه أكثر منه، لكنه يفزع من المعلم أكثر من أبيه، لأن الأب قد فوض امره إلى معلمه، ونزه روحه عن مخاطبة ولده. فالأمر الحقيقي الكلي للأب ولكن المعلم الذي بضربه ويعلمه الخبر وينهاه عن الشر . فمعلم الكتاب علة الصببان وعذابهم ورحمتهم. بضرب من يشاء منهم ويحسن إلى من يشاء منهم. غير آن ليس للمعلم أن يعمل مع الصبي أربع خصال مذمومة: لا بيسبه بالفاحشة، ولا يضربه ضربا يكسر له عضوا، ولا يفسق به، ولا يقنله. فمتى فعل خصلة من الأربع خصال كان الاب خصمه. وللمعلم أن يعتذر إذا جرى منه هفو في السب و لا يبعود إليه، وله أيضا أن يعتذر إذا غلظ في الشرب وإن كسر للصبي عضوا بجبر ذللى العضو، وينفق على الصبي من ماله إلى أن يبرا. ولبس للمعلم أن يعنذر
পৃষ্ঠা ১৪৭