============================================================
بالقوة الإلهية، والمادة العلوية، فجعله آمنا من النقصان ، موجودا في كل عصر وزمان، وجعله علة الأشياء، وإنما جعله علة كل شيء لرجوع الحدود الروحانية إليه، وهو غاية الأدلاء عليه. ثم اوجدني منه لقو ابداعه ومادته، وجعلني تاليه وحجتته وزوجته وقابل صورته، ومودع سر وحكمته ، وافاض علي نوره وبركته، واوجد مني حدود دعوته، وجعلني له مغربا لما اشرق من نوره وافاضته، فما اشرق منه من العلوم الروحانية والحكمة العلوية دعت3 من القوة الإلهية، فأنا النفس ، ومنزلتي من إمام الهدى بمنزلة القمر من الشمس فاسمعوا آيها الموحدون نص الحكمة تسعدوا، واحمدوا عند استماعها مولاكم الذي إليه تشيروا وله تعبدوا، واشكروا عبده إمام زمانكم الذي اليه ترجعوا وبه تقتدوا، واوصلوا شكري بشكره وشكر جميع الحدود، واحرصوا في طلب العلم واجتهدوا، وهلموا إلى روح الحياة وبادروا إلى سفن النجاة. فقد فاز من اخلى فكره في طلب الحكمة وقلبه، وافاض ورها على عقله ولبه، وحرص في المذاكرة مع عباد الله الأصفياء بكلية جهده، فالسعيد من جعل الحكمة لقلبه مسكنا، وجعل طلبها عند اكى مغنما، وجعلها عن غير أهلها في حصن وحرما، وإن كانت في اذانهم وقرأ وعلى قلوبهم وأبصارهم عمي. واحرصوا في طلب العلم في مصاحبة أولي الفهم، والمذاكرة في سائر الأوقات، تحظوا بالخير والبركات، ولا يستغني امرء منكم بما حفظ عن درس الحكمة وتواتر المالة، ويقنع بما علم ويطمئن بما فهم، ويقول: قد استغنيت عن التعب والحرص، فيحل به عند ذلك التقصير والنقص؛ فرب حسام قاطع، ذي جوهر لامع، طال مقامه في غمده، فركبه الصدا واحتوى عليه الردى،
পৃষ্ঠা ৭১৮