============================================================
[35] رسالة الغيبة
الرسالة التي وردت على يد أبي يعلا وهي رسالة التحذير بعد الغيبة بشهور عدة وكان الخاص بها آهل جزيرة الشام.
توكلت على مولانا القاهر للقدر، الظاهر لتأنيس الصور، المنزه عن العدم إذا استتر الحمد لمولانا المطلع على السرائر، العالم بما تكنه الضمائر، الباعث لكل ناطق ورسول، المنزه عن كل قول ومقول، الواحد لا من عدد المزه عن الصاحبة والولد، أول الأعداد ونهايتها، المنزه عن الأضداد ودعاتها، المبدع لكل اسم وصفة، المشار إليه بكل معنى ولغة ، المتظاهر لخلقه بالأولية، المشار إليه بالكلمة الأزلية، سبحانه وتنزه عن سوء الظنون، وتعالى عن صفات خلقه وما يدعون.
اظهر لنا ناسوت صورته تأنيسا للصور، فحار فيها الفكر حين افكر جزت العقول عن ادراك أفعالها، واعترفت بالعجز والتقصير في معلومها، فصمتت الألسن عن النطق وخرست إذ لم تجد لمستخدمها سبيلا إلى توحيد بارئها. وكيف تنطق بتوحيد من لا حد له ولا بداية، ولا أولية ولا نهاية، إذ القدم معترفة بإيجادها، ولم تكن النهاية اقرت عن ذاتها بالحدث، إذ كانت النهاية حدثت من بعد البداية، فسبحان من البداية ابداعه، وهو نهاية كل شيء وفناؤه.
فبتقدير احكامه امتن على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم، فخاطبتهم الصورة بالمألوف من أسمائهم، فانست العقول إلى ظاهر صورته، واستدرجهم إلى معرفته، بلطيف حكمته، امتنانا منه على خلقه. فبخفائه لعظيم قدرته ثبتت الصنعة واستقرت، ولو انكشف لها
পৃষ্ঠা ৬৮৬