============================================================
الأوهام بالتفكير، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير، ولا تصفه الألسن بالتعبير، مبدع من العقل والحس والوهم، والذي جمع ذلك، اعلم ان هناك علة علم لا غير، لا ذات نطق ولا سمع، كما ادعاه من ادعاه ولا شخص وقع عليه عيان ، كما حكاه من حكاه، ولا احاطة بتحقيق مكان، كما سطره من سطره.
علم ايدك المولى بمعونته ان جميع ما ذكرته فهو من خرافات الشيوخ المتقدمين، وما دلسوه على المستجيبين، وستروه عن الموحتدين، وبنيت قولك على ما رأيت في كتب الفلاسفة الملحدة، والمنطقية المشركة، أهم لم يعرفوا العلة وما معلها، فاشاروا إلى الأفلاك والطبائع ، وجعلوا علة الأشياء ومكونها خامس الطبائع، الذي هو داخل فيهم خارج منهم ، لأن الطبائع كلها من قوة الخامس تكونت ، وهو هيولى الكل وأصلهم خارج من عددهم، داخل في جميع آفعالهم، لا يقع عليه حرارة ولا برودة ولا يبوسة ولا رطوبة؛ فبهذا السبب جعلوا له القدرة والخلق، وقالوا بانه العلة التي لا نهاية لها، وهو على كل شيء قدي وهذا إيمان ممزوج بالكفر، وتوحيد موشح بالشرك، وحكمة قد علاها الجهل، لأن كل شيء وقع عليه اسم العلة لا بد لها من عال يعلها ويكونها. فإن كانوا اصابوا بقولهم انها علة، فقد اخطأوا بقولهم انها علة العل، واشركوا بالمولى جل ذكره، لأن خامس الطبائع الذي هو هيولى الطبائع الأربعة التي منها تكونت الأفلاك السبعة، والأمهات والأستقصات من الأرض صعودها، ومنها مادتها، فصارت الأرض علة تيك العلة التي اشاروا إليها كلهم، فالقرار الأكبر ومعدن كل فخر أرض، والأرض زبد الماء، والماء حياتها وحياة من عليها، والماء فهو منبع من جبل المشيئة، والمشيئة انبجست من الإرادة، كما قال : "إنما
পৃষ্ঠা ৫৯৭