============================================================
3 - خلق الإنسان أو إحياوه بعد الموت أيسر من خلق العالم الاكبر بعد أن لم يكن ، وهذا هو مضمون آية : و أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم 1؟ بلى اوهو الخلاق العليم ، .
4 - الخلق ، والفعل مطلقا، مهما عظم المخلوق ، لا يحتاج من جانب الله المبدع لا إلى مادة ولا إلى زمان - خلافا لفعل البشر الذى لا يتم إلا فى زمان ويحتاج إلى مادة تكون موضوع الفعل . وهذا هو معنى آية : ه إنما أمره إذا أراد شييا أن يقول له : كن ! فيكون ، . وهذه الآية ، فى رأى الكندى ، إجابة عما فى قلوب الكفار من التكير بسبب ظنهم أن الفعل الإلهى المتجلى فى خلق العالم للكبير يحتاج إلى زمان يناسب عظمته، قياسا منهم لفعل الله على فعل البشر، لان فعل البشر لما هو أعظم يحتاج إلى مدة زمانية أطول ، لجامت الآية حاسمة فى بيان نوع الفعل الإلسهى وأنه إيداع بالإرادة الخالقة والقدرة المطلقة، لا يحتاج إلى مادة ولا إلى امتداد زمانى .
ولا يغفل الكندى عن اغتراض شكلى يمكن توجيهه إلى فكرة الخلق المطلق من طريق أمر التكوين الإاحهى، وهو قول الله للشىء : 0 كن ، ، ذلك أن الشىء ، ما دام لم يبرز إلى عالم الوجود ، لا يمكن أن يوجه إليه خطاب . يقول الكندى إن التمبير فى آية : إنما أمره إذا أراد شينا أن يقول له : كن 1 فيكون، تعبير بجازى، فيه يوصف الشىء بما ليس له ، وهذا النوع من المجاز معروف في لفة العرب الذين خوطبوا بالقرآن والذين من عادتهم أن يستعملوا فى كلامهم عن الاشياء ما لا يكون لها فى الطبع . ويسوق فيلسوفنا على سبيل التمثيل لذلك ، البيين المشهورين فى مخاطبة الليل لامرىء القيس بن حجر الكندى (1) وهو أحد أعضاء أسرة فيلسوف العرب الآولين .
يقول الكندى بعد تفسيره هذه الآيات الكريمة: "فأى بشر يقدر بفلسفة البشر أن يحمع . فى قول بقدر حروف هذه الآيات، ما جمع الله ، جل وتعالى، الى رسوله صلى الله عليه وسلم فيها من اريضاح أن العظام تحيى بعد أن تصير رميما و أن قدرته تخلق مثل السموات والأرض ، وأن الشىء يكون من نقيضه 21 (1) ص 426 من الرصائل:
পৃষ্ঠা ৮৫