============================================================
لاتهيا إلا لعقول الكبيرة . وتدل الرسائل التى بين أيدينا - رغم ما قديلاحظه فيها المفكر الحديث من فقص او اضطراب فى السياق - على جهد كبير فى محارلة الفهم ووضع الاصطلاح وإجادة العرض ؛ هذا إلى روح عالية فى محبة الحقيقة والحدب على طالبها والتفانى فى إسعانه بما يرضى حاجته ، كما بتجلى ذلك فى أول رسائله وآخرها دائما.
ل ومن بين الذين تعرضوا للحكم على قيمة فلاسفة الإسلام ومكانهم بالنسبة لفلاسفة اليونان من جعل الأولين، وفيهم الكندى نفسه، دون الآخرين ، ملاحظا أن الكندى * على غزارته وجودة استنجاطه، ردىء اللفظ قليل الحلاوة متوسط اليرة كثير الغارة على حكم الفلاسفة ، هذا مع الاعتراف للكندى بالمكان الممتاز بين فلاسفة الإسلام . إن هذا هو مثلا حكم أحد أمراء بنى بويه، كما حكا ذك أبوسليمان السجستانى بعد عصر الفارابي (1) . ولا شك أن الامير البويهى ، وهو فارسى الأصل ، لم يكن بالمتحمس للعرب ولا للكسندى ، وهو يحهل أن مذاهب فلاسفة اليونان بمن فيهم أفلاطون وأرسطو ، رغم ما فيها من مج وقيق ومن اچتهاد فى تحديد المفهومات ووضع الالفاظ لها ومن إحكام فى الاستدلال الجزيى ومن أنها بالاجمال قد تعين دارسها على أن يكون لنفسه عن الوجودوجهة نظرما- هو بحهل أن مذاهب هؤلاء الفلاسفة أشبه بمغامرات فكرية مليثة بالفجوات وأنها فى الغالب تقوم على أصول تعسفية ، لا هى بديهية مطلقة ولا هى عقلية بمحصة ، كما أنها تتهض بتكلف ، وذلك لثرددها بين الاعتماد على العقل النظرى وبين التاثر بروح التصوير الفنى. وسنرى آن أصول مذهب الكندى اقرب إلى الانسجام من أصول مذاهب فلاسفة اليونان الكبار .
ويقول صاعد (4) عن فيلسوفنا : *ومنها (مؤلفاته) كتبه فى المنطق ،وهى كتب قد نفقت عند الناس نفاقا عامشا، وقلا ينتفع بها فى العلوم ، لانها خالية من صناعة التحليل التى لاسبيل إلى معرفة الحق من الباطل فى كل مطلوب إلابها و أما صناعة التركيب، وهى التى قصد يعقوب فى كتبه هذه إليها ، فلا يننفع بهما الامن كانت عنده بقدمات عتيدة لحبنئذ يمكن التركيب . ومقدمات كل مطلوب (1) راجع كتاب فيلوف العرب والمعلم اأول ص 28 - قلا ص ترهة الأرواح .
(2) طبقات الأمم ص 42 من طبمة مطبعة العادة
পৃষ্ঠা ৩৯