============================================================
الكدى توف عام 260ه ، فلا حمده يذكر عليه دليلا ولاشاهدا (1)، وهو شبيه بما يذكره بروكلان فى كتابه تاريخ التأليف والمؤلفين العرب من أنه مات بعد 25646، بقليل (2)2 ال واذا كان الكندى ند ظل معظم حياته عظيم المنزلة عند الخلفاء العباسيين مثل المأمرن والمعنصم فذلك لفضله ونبوغه فى علوم الفلسفة النظرية والعملية وارضاء هذا للحاجات النظرية والعملية عند ملوك ذلك العصر ؛ ولكن لماكان هؤلاء الخلفاء جميما معتزلة فى آرائهم ، فلا شك أننا نستطيع أن نستنبط لاول ال وهلة أنه لم يكن فى روح الكندى بالاجمال ما يناقض أصول مذهب الاعتزال ، خصوصا لان روحهم عقلية فلسفية ومتفقة مع أصول الفلسفة . فرذا عرفنا أن الكندى ألف فى أصول مذهب المعتزله ومسائله فتنا نستطيع أن نستنبط أنه قد أصابه ما أصابهم عند رجوع سلطان مذهب أهل السنة فى عهد المتوكل ، ونحن ال وان كنا لاتعرف مادة الدسيسة الاى بها اوقعه ابنا المنجم فى غضب المتوكل فإننا لانبعد عن الصواب لو افترضنا أن تزعة الكندى الاعتزالية والفلفية كانت جزء آ منها ، خصوصا وأن ابنى المنجم لم يكونا فلاسفة بالمعنى الخاص ولم يكونا من المتكلمين . وعلى هذا فلابد أن الكندى قد قضى أو اخر حياته بعيدا عن قصر الخلافة ، فى عزلة فلسفية ، لم تباعد بينه وبين الحياة بوجه عام . وإذا كان لكلامه دلالة على شىء من ظروف حياته فهو هذه الآبيات التالية التى عبر فيها عن انفلاب أوضاع الناس وعن حاجة الفيلسوف إلى العزلة ، يتعزى فيها بغنى النفس والحياة الفلسفية، ويحيا بخيرات الروح، موليا طرفه وقابضا يده عن الدنياو خيراتها، ولعلها ترجع إلى عهد انقلاب شهده الكندى وأسعفه فيه أسلوب الحياة الفلسفية : عط أتاف الذنابئ على الارؤس ففمص جفونك أو نكس وضائل سوادك واقبض يديك وفيى قصر بيتك تاستجلس وعند مليكك فابغ العلو وبالوحدة اليوم فاستأنس فين الغتى فى قلوب الرجال وإن التمزز بالانفس (1) راجع كناب تارغ اللسفة فى الاسلام تأليف دى بود، الطبعة التانبة 1948 2، مامش رفم 3 (2) تاريخ الأليف والمؤلفين عند العرب ج 1 ص 940 من الطبعة الثانية (بالألمانية)
পৃষ্ঠা ৩৪