রাসাইল আহজান
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
জনগুলি
23 •••
ودعني أذكر البغض مرة أخرى قبل أن أنساه إن اللين في القوة الرائعة أقوى من القوة نفسها؛ لأنه يظهر لك موضع الرحمة فيها، والتواضع في الجمال أحسن من الجمال؛ لأنه ينفي الغرور عنه؛ وكل شيء من القوة لا مكان فيه لشيء من الرحمة فهو مما وضع الله على الناس من قوانين الهلاك.
اجمع يا عزيزي إن استطعت سربا من الوحوش الضارية وصففها لونا إلى لون، وصنفها شيئا إلى شيء فإنك سترى في «جلودها» مكتبة ضخمة من هذه القوانين ... والوباء الذي يحلق الناس حلق الشعر فيتساقطون ألوفا ألوفا بجرة من يد الموت، والزلزال الذي يرجهم في سربال الأرض رج الحصى ينفيه من هنا وهنا، والمصائب التي تبسط العقوبة على النعم في سطوة كهدير الموجة العاتية حين تصارع العاصفة، والجميلة المغرورة التي تراها في أخلاقها من طراز كدماغ السكير الفارغ مزينا بخيالات الخمر وسورتها، كل تلك من «قوانين العقوبات» في العالم الذي خلق متهمين وقضاة ولا من يحامي ...
هذه التي سأقص عليك منها فلسفة الجمال والحب، قوة من القوى لم يجعل الله القسوة فيها إلا لعلمه بها؛ وما ابتساماتها الفاتنة إلا كسجن من البلور الصافي يختنق من يحبس فيه وهو يتلألأ ... وكنت أراها أحيانا في جمالها وتأثير جمالها كأنها طاووس من طواويس الجنة على ريشة فيه لون من ألوان النار.
نصيحتي لكل من أبغض من حب أن لا يحتفل بأن صاحبته غاظته، وأن يكبر نفسه عن أن يغيظ امرأة، إنه متى أرخى هذين الطرفين سقطت هي بعيدا عن قلبه فإنها معلقة إلى قلبه في هذين الخيطين من نفسه.
ما من قفل بلا مفتاح وإلا فما هو بقفل؛ والإهمال والازدراء وسمو النفس ثلاثة مفاتيح لقفل واحد هو قفل الغيظ.
الرسالة الثانية
لقد هولت علي في كتابك حتى أخرجتني عن غيظي إلى غيظ آخر، تقول: «ويحك أراك أخرجت القمر من دراته وجئت به على أعين الناس؛ وإلا فمن تلك التي لمست الفلك الأعلى حين لمست قلبها فكأنما اجترأت على القدر فيها حلف ليتيحنك فتنة
1
تدعك وما يلوي منك شيء على شيء، ومن عساها تكون هذه التي ليس فيها إلا ما في الطاووس الميت من ريشه الجميل، وهي مع ذلك رضاك
অজানা পৃষ্ঠা