مقدمات
تحتل رسائل المقريزى مكانة مرموقة بين المخطوطات، خاصة التاريخية منها، وهى مجموعة رسائل متنوعة الموضوعات، غزيرة المادة العلمية فى بعضها، ضئيلة فى أخريات منها.
والمقريزى عالم جليل، تارة تراه مؤرخا عندما يتناول موضوعا مثل «التنازع بين بنى أمية وبنى هاشم، وتارة تراه كيميائيا عندما يكتب عن الأجسام المعدنية والفلزات، وتراه فى الباقيات فقيها محدثا.
وقد عكف بعض العلماء الأجلّاء على تحقيق بعض رسائله الصغيرة، ولكن فى اعتقادى أنه لم يتناولها أحد حتى الآن كاملة كمجموعة، وقد أعاننا الله على تحقيق جزء كبير منها- هو الذى بين يدى القارئ- والله أسأله أن يتمم لنا تحقيق الباقى إن شاء الله.
والرسائل التى قمنا بتحقيقها مجموعها حوالى أربع عشرة رسالة، مختلفة الموضوعات، سهلة التناول، جيدة الصياغة، اللهم إلا بعض الإسقاطات والتصحيفات التى سننوّه عليها فى مواضعها، وهذه الرسائل بالترتيب هى: - ١- التنازع والتخاصم بين بنى أميّة وبنى هاشم، وهو يتناول النزاع القبلى بين القبيلتين، وكيف أن رسول الله ﷺ قد ملّك بنى أمية على مكة والمدينة وحضر موت وجعل لهم السيطرة والغلبة ويسرد- فى أسلوب شائق- ما فعله أبو العباس السفاح مؤسس دولة بنى العباس من انتهاكاته للحرمات وسطوته وجبروته.
٢- أما الرسالة الثانية فهى تجريد التوحيد، وفيها يتناول الفروق بين الشرك والتوحيد، ويأتى بأنواع الشرك مثل: الشرك فى الألفاظ، والسجود لغير الله، وشرك القدرّية، والشرك فى الربوبية، ويسوق أقوال كل من القدرية والجبرية فى الحكمة والتعليل.
٣- والثالثة: البيان والإعراب عمّن فى أرض مصر من قبائل الأعراب، يتعرض فى هذه الرسالة عن البطون والأفخاذ والعشائر والقبائل والفصائل، ويسرد لأسماء بعض القبائل العربية التى ما زالت لهم ضياع وأموال حتى الآن فى شتى
1 / 7