রাসাইল ইবনে হাজম
رسائل ابن حزم الأندلسي
তদারক
إحسان عباس
প্রকাশক
المؤسسة العربية للدراسات والنشر
٧ - فصل فيما يتعامل به الناس في الاخلاق
١٢٨ - التلون المذموم هو التنقل من زي متكلف، لا معنى له، إلى زي آخر مثله في التكلف وفي أنه لا معنى له، ومن حال لا معنى لها [إلى حال لا معنى لها] (١) بلا سبب يوجب ذلك. فأما من استعمل من الزي ما أمكنه مما به إليه حاجة وترك التزيد مما لا يحتاج إليه، فهذا عين من عيون العقل والحكمة كبير. وقد كان رسول الله ﷺ، وهو القدوة في كل خير والذي أثنى الله تعالى على خلقه والذي جمع الله تعالى فيه أشتات الفضائل بتمامها وأبعده عن كل نقص، يعود المريض مع أصحابه راجلًا في أقصى المدينة بلا خف ولا نعل ولا قلنسوة ولا عمامة، ويلبس الشعر إذا حضره، ويلبس الوشي من الحبرات إذا حضره لا يتكلف إلى ما لا يحتاج إليه، ولا يترك ما يحتاج إليه، ويستغني بما وجد عما لا يجد، ومرة يمشي حافيًا راجلًا، ومرة يركب الناقة، ومرة [يركب] (٢) حمارًا ويردف عليه بعض أصحابه، ومرة يأكل التمر دون خبز والخبز يابسًا، ومرة يأكل العناق المشوية والبطيخ بالرطب والحلوى، يأخذ القوت، ويبذل الفضل، ويترك ما لا يحتاج إليه، ولا يتكلف فوق مقدار الحاجة إليه، ولا يغضب لنفسه، ولا يدع الغضب لربه ﷿.
(١) زيادة من م.
(٢) زيادة من م.
1 / 377