রাসাইল ইবনে হাজম
رسائل ابن حزم الأندلسي
তদারক
إحسان عباس
প্রকাশক
المؤسسة العربية للدراسات والنشر
وإن اعظم ما يأتي به العبد هتك ستر الله ﷿ في عباده؛ وقد جاء في حكم أبي بكر الصديق ﵁ في ضربه الرجل الذي ضم صبيًا حتى أمنى ضربًا كان سببًا للمنية. وفي إعجاب مالك ﵀ باجتهاد الأمير الذي ضرب صبيًا مكن رجلًا من تقبيله حتى أمنى الرجل، ضربه إلى أن مات، ما ينسي شدة دواعي هذا الشأن وأسبابه. والتزيد في الاجتهاد، وإن كنا لا نراه، فهو قول كثير من العلماء يتبعه على ذلك عالم من (١) الناس.
وأما الذي نذهب اليه فالذي حدثناه الهمذاني عن البلخي عن الفربري عن البخاري قال ثنا يحيى بن سليمان ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن بكيرًا حدثه عن سليمان بن يسار بن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن أبي بردة الأنصاري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ﷿ " (٢) . وبه يقول أبو جعفر محمد بن علي النسائي الشافعي ﵀.
وأما فعل قوم لوط فشنيع بشيع قال الله تعالى: ﴿أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين﴾ (الأعراف: ٨٠) . وقد قذف الله فاعليه بحجارة من طين مسمومة. ومالك ﵀ يرى على الفاعل والمفعول به الرجم، أحصنا أم لم يحصنا، واحتج بعض المالكيين في ذلك بان الله ﷿ يقول في رجمه فاعليه بالحجارة ﴿وما هي من الظالمين ببعيد﴾ (هود: ٨٣) فوجب بهذا انه من ظلم الآن بمثل فعلهم قربت منه. والخلاف في هذه المسالة ليس هذا موضعه. وقد ذكر أبو إسحاق
(١) برشيه: غالب الناس. (٢) انظر ابن ماجه (حدود: ٣٢) .
1 / 292