99

ইখওয়ানুস সাফার রসাইল

رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء

জনগুলি

ثم يصيرون بذلك كلهم جملة واحدة، كما ذكر الله - جل ثناؤه - بقوله وأشار إلى هذا المعنى: @QUR07 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون وقال: @QUR010 وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا * وعرضوا على ربك صفا.

واعلم يا أخي، أيدك الله وإيانا بروح منه، بأنك إذا أنعمت النظر في الأمور المعقولة وجودت التأمل لأحكام الناموس وحدوده واعتبرت أحوال صاحب الناموس ونفاذ أمره ونهيه في نفوس أتباعه وأنصاره، وامتثالهم أمره ونهيه وطاعتهم له؛ تبينت وعرفت بأن الناموس مملكة روحانية، وأن وجوده وقوامه في حفظ أركانه الثمانية، وتبينت بأن أركانه الذين هم أتباع صاحب الناموس وأنصاره، وهم ثمانية أصناف؛ كل صنف منهم كأنهم صف قيام، حاملون ركنا من أركان الناموس.

فأول الأصناف هم قراء تنزيله وكتبه وحفاظ ألفاظه على رسومها ومعلموها لمن بعدهم من ذراريهم؛ ليؤدوا إلى من بعدهم من أتباعهم ما أخذوا عمن قبلهم؛ كل ذلك لكي لا يجهلها من يجيء من بعدهم وتنسى فتندرس معالم الدين وتضمحل وتبطل أحكام الناموس، والصنف الثاني هم رواة أخباره وناقلو أحاديثه وحافظو سيره ومؤدوها إلى من بعدهم؛ ليبلغوها إلى آخرهم كي لا يجهل وينسى فتندرس آثاره وتموت أخباره فلا تعرف.

والصنف الثالث هم فقهاء أحكام الناموس وعلماء سننه وحفاظ حدوده؛ كي لا تجهل فلا تستعمل أو تنسى فتندرس معالم الدين وتضمحل ويبطل الناموس، والصنف الرابع هم المفسرون ألفاظ تنزيله الظاهرة وأقاويله المروية والمعبرون عن وجوه معانيه المختلفة لمن قصر فهمه عنها وقلت معرفته بها؛ كل ذلك كي لا يجهلها من يجيء من بعدهم من ذراريهم وأتباعهم في أحكام الناموس أو تنسى فتندرس معالم الدين وتضمحل وتبطل أحكام الناموس.

والصنف الخامس هم أنصاره المجاهدون وغزاة أعدائه، الحافظون ثغور بلاد أتباع صاحب الناموس وأنصاره؛ كي لا يغلب عليها أعداؤهم ويفسد أمر دينهم عليهم، كما فعل بخت نصر بإيلياء في هيكل بني إسرائيل، وهو ببيت المقدس، وكما فعلت الروم بثغور المسلمين.

والصنف السادس هم خلفاء صاحب الناموس في أمته ورؤساء الجماعات والحارسون شريعته على أمته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المانعون لهم أن يسيروا بغير سيرة الناموس، الحافظون أطراف المملكة؛ كي لا يخرج خارجي سرا أو علانية، فيفسد أحكام الناموس بتمويهه وزوره على قلوب العامة والجهال كما فعل مزدك الخرمي في مملكة قباد ملك الفرس.

والصنف السابع هم الزهاد والعباد في المساجد، والرهبان والقوام في الهياكل، والخطباء على المنابر الواعظون الناس المحذرون لهم من ترك استعمال أحكام الناموس، الذامون أمور الدنيا، المحذرون لهم من الاغترار بأمانيها، المزهدون للمنهمكين في الشهوات، المذكرون أمر المعاد وأحوال القيامة للغافلين عنها، المشوقون إلى نعيم الآخرة المقرون بها.

كل ذلك كي لا يجهل أمر المعاد ولا ينسى ذكر الآخرة والاستعداد للرحلة إليها والتزود من الدنيا التقوى الذي هو خير الزاد؛ إذ كان هذا هو الغرض الأقصى في وضع الناموس الإلهي والغاية والمطلب من الرياضيات الفلسفية.

والصنف الثامن هم علماء تأويل تنزيله والراسخون في العلوم الإلهية والمعارف الربانية، العارفون خفيات أسرار الناموس الذين هم الأئمة المهديون والخلفاء الراشدون، الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.

فصل

অজানা পৃষ্ঠা