ইখওয়ানুস সাফার রসাইল

ইখওয়ান সফা d. 375 AH
78

ইখওয়ানুস সাফার রসাইল

رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء

জনগুলি

وأما الرتبة فهي من صفات الجواهر الروحانية، مثال ذلك إذا قيل: أين النفس؟ فيقال: هي دون العقل وفوق الطبيعة، وهكذا إذا قيل: أين الخمسة من العدد؟ فيقال: بعد الأربعة وقبل الستة، وعلى هذا القياس حكم الجواهر الروحانية التي لا توصف بالمكان ولا بالمحل، ولكن بالرتبة - كما بينا في رسالة المبادئ العقلية.

وأما متى هو؟ فسؤال يبحث عن زمان كون الشيء. والأزمان ثلاثة؛ ماض مثل أمس، ومستقبل مثل غد، وحاضر مثل اليوم، وهكذا حكم السنين والشهور والساعات، وقد بينا ماهية الزمان واختلاف أقاويل العلماء في ماهيته في رسالة الهيولى، وأما لم هو؟ فسؤال يبحث عن علة الشيء المعلول.

واعلم يا أخي بأن لكل معلول صناعي أربع علل؛ إحداها علة هيولانية، والثانية علة صورية، والثالثة علة فاعلية، والرابعة علة تمامية، مثال ذلك الكرسي والباب والسرير، فإن العلة الهيولانية فيها الخشب، والعلة الصورية الشكل والتربيع، والعلة الفاعلية النجار، والعلة التمامية للكرسي القعود عليه، وللسرير النوم عليه، وللباب ليغلق على الدار. وعلى هذا القياس كل معلول لا بد له من هذه الأربع العلل، فإذا سئلت عن علة شيء فاعرف أولا عن أيها تسأل؛ حتى يكون الجواب بحسب ذلك.

وأما من هو؟ فسؤال يبحث عن التعريف للشيء، ويقول علماء النحو: إن هذا السؤال لا يتوجه إلا إلى كل ذي عقل، ويقول قوم آخرون: إلى كل ذي علم وتمييز، والجواب فيه أن يعرف السؤال بأحد ثلاثة أشياء، إما أن ينسب إلى بلده، أو إلى أصله، أو إلى صناعته، مثال ذلك إذا قيل: من زيد؟ فيقال : البصري، ينسب إلى بلده، والهاشمي إلى أصله، والنجار إلى صناعته.

فهذه جملة مختصرة في كمية السؤالات وأجوبتها ومباحث العلوم والنظر في حقائق الأشياء شبه المدخل والمقدمات؛ ليقرب من فهم المتعلمين النظر في المنطق الفلسفي، وليوقفوا عليها قبل النظر في إيساغوجي الذي هو المدخل إلى المنطق الفلسفي.

(5) فصل في أجناس العلوم

وإذ قد فرغنا من ذكر ماهية العلوم وأنواع السؤالات وما يقتضي كل واحد من الأجوبة فنريد أن نذكر أجناس العلوم وأنواع تلك الأجناس؛ ليكون دليلا لطالبي العلم إلى أغراضهم وليهتدوا إلى مطلوباتهم؛ لأن رغبة النفوس في العلوم المختلفة وفنون الآداب كشهوات الأجسام للأطعمة المختلفة الطعم واللون والرائحة.

فاعلم يا أخي بأن العلوم التي يتعاطاها البشر ثلاثة أجناس، فمنها الرياضية، ومنها الشرعية الوضعية، ومنها الفلسفية الحقيقية. فالرياضية هي علم الآداب التي وضع أكثرها لطلب المعاش وصلاح أمر الحياة الدنيا، وهي تسعة أنواع، أولها علم الكتاب والقراءة، ومنها علم اللغة والنحو، ومنها علم الحساب والمعاملات، ومنها علم الشعر والعروض، ومنها علم الزجر والفأل وما يشاكله، ومنها علم السحر والعزائم والكيمياء والحيل وما شاكلها، ومنها علم الحرف والصنائع، ومنها علم البيع والشراء والتجارات والحرث والنسل، ومنها علم السير والأخبار.

فأما أنواع العلوم الشرعية التي وضعت لطب النفوس وطلب الآخرة فهي ستة أنواع؛ أولها علم التنزيل، وثانيها علم التأويل، والثالث علم الروايات والأخبار، والرابع علم الفقه والسنن والأحكام، والخامس علم التذكار والمواعظ والزهد والتصوف، والسادس علم تأويل المنامات، فعلماء التنزيل هم القراء والحفظة، وعلماء التأويل هم الأئمة وخلفاء الأنبياء، وعلماء الروايات هم أصحاب الحديث، وعلماء الأحكام والسنن هم الفقهاء، وعلماء التذكار والمواعظ هم العباد والزهاد والرهبان ومن شاكلهم، وعلماء تأويل المنامات هم المعبرون.

وأما العلوم الفلسفية فهي أربعة أنواع؛ منها الرياضيات ومنها المنطقيات ومنها الطبيعيات ومنها الإلهيات، فالرياضيات أربعة أنواع؛ أولها الأرثماطيقي وهو معرفة ماهية العدد وكمية أنواعه وخواص تلك الأنواع وكيفية نشوئها من الواحد الذي قبل الاثنين وما يعرض فيها من المعاني إذا أضيف بعضها إلى بعض.

অজানা পৃষ্ঠা