165

ইখওয়ানুস সাফার রসাইল

رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء

জনগুলি

فأما العلة الهيولانية للسحاب والأمطار وما يتبعهما؛ فهما البخاران الصاعدان كما وصفنا قبل، العلة الفاعلية لها هي الشمس والكواكب بمطارح شعاعاتها كما تقدم ذكرها، والعلة الصورية عقد البخارين وجمودهما، والعلة الفاعلية لذلك برد الجو، والعلة التمامية تكون الأمطار؛ لكيما تبتل الأرض وينبت النبات، ويتغذى منه الحيوان.

ولما كانت الشمس تقضي ستة أشهر في البروج الشمالية وتقرب من سمت رأس هذه البلاد فيسخن جو الهواء إسخانا شديدا، فتتحرك البخارات وتتغشى وتدفعها الرياح الشمالية إلى ناحية الجنوب، وبما أن الشمس تكون بعيدة من سمت تلك البلاد يبرد الجو، ويكون الشتاء هناك والأمطار والغيوم وما يتبعهما من حوادث الجو.

فإذا صارت الشمس بعد ستة أشهر إلى البروج الجنوبية قريبة من سمت تلك البلاد وبعدت من البلاد الشمالية صار الشتاء ها هنا والصيف هناك، وذلك دأبها ودأب الشتاء والصيف والغيوم والأمطار وما يتبعها من الحوادث التي تقدم ذكرها، وكل هذه الحوادث تكون في سمك كرة النسيم دون كرة الزمهرير.

فصل

وأما الحوادث التي في سمك كرة الزمهرير فهي الشهب، وانقضاض الكواكب التي ترى في الليالي فربما كثر ذلك، وربما قل.

وأما هيولاها ومادتها فهو الدخان اليابس اللطيف الصاعد من الجبال والبراري، فإذا بلغت تلك المادة في صعودها إلى الفصل المشترك بين كرة الزمهرير وبين كرة الأثير استدارت هناك وتشكلت واشتعلت فيها نار الأثير كما يشتعل نار السراج في دخان السراج المنطفئ، وكما تشتعل نار البرق في الدخان اليابس الدهني الذي في السحاب، وكما تشتعل النار في النفط الأبيض ثم تفنيه بسرعة فينطفئ، ومما يدل على أن مادتها دخان يابس كثرة ما يرى منها في سني الجدب.

وأما كيفية تشكل هذه الدخانات إذا صعدت إلى هناك واشتعلت فيها النار، فإنها إذا اعتبرت بالفكر وجدت تارة كأنها أعمدة مخروطة قائمة قاعدتها مما يلي كرة النار، ومخروطها مما يلي وجه الأرض، ودليل ذلك أنه إذا اشتعلت النار فيها ترى عظيمة الاشتعال، ثم لا تزال تصغر وتنخرط وتقل حتى تنطفئ فيتخيل للناظرين أنها نار هوائية تنزل من السماء في حركتها.

وإذا اعتبرنا هذا المثال يظن أن بين كرة الزمهرير وكرة الأثير سطحا متداخل الأجزاء غير مشترك، وتارة ترى حركتها عند انقضاضها كأنها كرة صغيرة هو ذي متدحرج على سطح كرة كبيرة، وذلك أنا نراها أحيانا عند انقضاضها واشتعالها تبتدئ حركتها من المشرق، فتمر على سمت رءوسنا إلى المغرب وتارة من المغرب إلى المشرق، وتارة تبتدئ من الجنوب وتمر على سمت رءوسنا إلى الشمال وتارة من الشمال إلى الجنوب، وتارة تتنكب هذه الجهات، فيتخيل للناظرين كأنها كرة من قطن اشتعل فيها النار ثم رميت في الهواء، وكلما أكلتها النار تناثر شررها وصغرت حتى تفنى وتنطفئ، ومثالها الكرة التي يلعب بها أصحاب الخيالات بالليل، وذلك أنهم يتخذون كرة معجونة من سندروس وأجزاء عقاقير، ويشعلون فيها النار، ويأخذونها في أفواههم، فإذا رقصوا أو تنفسوا رئيت النار تخرج من أفواههم ومناخرهم، ولا يزال ذلك دأبهم حتى تفنى تلك المادة وتنطفئ تلك النار.

فصل

وقد يظن كثير من الناس أن انقضاض هذه الشهب هي كواكب تسقط ويرمى بها من السماء في الهواء إلى الأرض، ويستدلون على صحة ظنونهم الكاذبة بقوله تعالى: @QUR08 ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين.

অজানা পৃষ্ঠা