ইখওয়ানুস সাফার রসাইল
رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء
জনগুলি
ومنها صفات سريعة الزوال تسمى عرضا؛ مثل حمرة الخجل وصفرة الوجل ومثل القيام والقعود والنوم واليقظة وما شاكل هذه من الصفات يسمى عرضا؛ لأنها تعرض لشيء وتزول عنه من غير زواله، وسميت الصفات البطيئة الزوال خاصية؛ لأنها صفات تختص بنوع دون سائر الأنواع.
وتسمى الصفات الذاتية الجوهرية فصولا؛ لأنها تفصل الجنس فتجعله أنواعا.
واعلم أن الصفات التي تسمى خاصية أربعة أنواع، فمنها ما يكون خاصية لنوع ويشاركه فيها نوع آخر، مثل خاصية الإنسان أنه ذو رجلين من بين سائر الحيوانات، ولكن يشاركه فيه الطير، ومنها ما هي خاصية لنوع ولا يشاركه فيها غيره، ولكن لا يوجد في جميع أشخاصه تلك الخاصية مثل الكتابة والتجارة وأكثر الصنائع، فإنها خاصية لنوع الناس، ولكن لا توجد في كل إنسان، ومنها خاصية قد توجد لكل أشخاص النوع، ولكن لا توجد في كل وقت، مثل المشيب فإنه خاصية للإنسان دون سائر الحيوانات، ولكن لا يوجد إلا في آخر العمر.
ومنها خاصية لنوع دون غيره وتوجد في كل أشخاصه وفي كل وقت وتسمى خاص الخاص، مثل الضحك والبكاء، فإنهما من خاصية الإنسان دون سائر الحيوانات، ولكل أشخاصه وفي كل وقت، وذلك أن الضحك والبكاء يوجدان للإنسان من وقت ولادته إلى وقت موته، وكذلك الصهيل للفرس والنهيق للحمار والنباح للكلاب، وبالجملة ما من نوع من أنواع الحيوان إلا وله خاصية تختص به دون غيره، وهكذا حكم كل موجود من الموجودات له خاصية تميزه عما سواه تسمى رسوما، علم ذلك أو لم يعلم.
واعلم أن بالفصول تنقسم الأجناس فتصير أنواعا، وبها تحد الأنواع؛ لأنها مركبة منها، وبالرسوم تختلف الأنواع ويخالف بعضها بعضا؛ يعني: خاص الخاص، وبالخواص التي هي أعراض بطيئة الزوال تختلف الأشخاص التي تحت نوع واحد، مثل الزرقة والشهلة والغطشة والقنوة والنحافة والسمرة والطول والقصر، وما شاكلها من الصفات التي تختلف بها أشخاص الناس ويمتاز بعضهم عن بعض، وكل هذه الصفات بطيئة الزوال، وبالأعراض تختلف أحوال الأشخاص مثل القيام والقعود والغضب والرضا وما شاكلها من الصفات التي لا تدوم ويتعاقبها ضدها.
واعلم بأن كل صفة للجنس فهي في جميع أنواعه، وكل صفة للنوع فهي في جميع أشخاصه ضرورة، وليس من الضرورة أن كل صفة للشخص لجميع نوعه، ولا صفة النوع لجميع جنسه.
(4) فصل في أن الأشياء كلها صور وأعيان
وإذ قد ذكرنا طرفا من المنطق اللفظي شبه المدخل، فنريد أن نذكر طرفا من المنطق الفكري؛ إذ كان هو الأصل وهذا فرع عليه، كما ذكرنا قبل، فإن الألفاظ إنما هي سمات دالات على المعاني التي في أفكار النفوس، وضعت بين الناس ليعبر كل إنسان عما في نفسه من المعاني لغيره من الناس عند الخطاب والسؤال، فنقول: إن الأشياء كلها بأجمعها صور وأعيان غيريات؛ أفاضها الباري تعالى على العقل الفعال الذي هو جوهر بسيط مدرك حقائق الأشياء، كما بينا في رسالة المبادئ العقلية، ومن العقل على النفس الكلية الفلكية التي هي نفس العالم بأسره، كما بينا في الرسالة التي فسرنا فيها معنى قول الحكماء: إن الإنسان عالم صغير، وإن العالم إنسان كبير، ومن النفس الكلية فاضت على الهيولى الأولى التي بينا ماهيتها في رسالة الهيولى والصورة، ومن الهيولى على النفس الجزئية البشرية التي بينا كيفية نشوئها في رسالة لنا ترجمتها «الإنسان عالم صغير» وهي ما يتصور الناس في أفكارهم من المعلومات بعد مشاهدتهم لها في الهيولى بطريق الحواس.
فمن أراد أن يعرف كيف كانت صور الأشياء في النفس الكلية قبل فيضها على الهيولى، فليعتبر صور مصنوعات البشر كيف تكونها في نفوسهم قبل إظهارهم لها في الهيوليات الموضوعة لهم في صناعتهم كما بينا في رسالة الصنائع، ومن أراد أن يعرف أيضا كيف كانت صور الأشياء في العقل الفعال قبل فيضه على النفس الكلية، وكيف كان قبولها تلك الرسوم والصور، فليعتبر حال رسوم المعلومات التي في أنفس العلماء، وكيف إفادتهم للمتعلمين، وكيف قبولهم لها، كما بينا في رسالة التعليم، ومن أراد أيضا أن يعرف كيف حال المعلومات في علم الباري - عز وجل - قبل فيضه على العقل، فليعتبر حال العدد كيف كان في الواحد الذي قبل الاثنين، وكيف نشأ منه كما بينا في رسالة خواص العدد.
(5) فصل في العلم والتعلم والتعليم
অজানা পৃষ্ঠা