قال ستيف: «حسنا، حسنا.» مقاطعا بصعوبة تلك الأصوات النسائية. «ما شرعنا أنا وكارل في إخباركن إياه هو أنه إذا نجحنا في مسألة الممر تلك، فستضطر إلى الرحيل؛ فالأمر بسيط وقانوني، وهنا روعة الأمر.» «أي ممر؟» «سنشرح الأمر. لقد كنت أنا وكارل نخطط لهذا الأمر منذ عدة أسابيع، لكننا لم نود أن نذكر شيئا عن الأمر في حال لم يفلح ذلك. تول أنت الحديث يا كارل.»
كان كارل وكيل عقارات ناجحا، قصيرا وقوي البنية، فقال: «حسنا، لقد تعدت على المساحة المسموح بها للممرات، هذا كل ما في الأمر. طرأت لي فكرة أن يكون هذا هو الحل؛ لذا توجهت إلى المجلس المحلي وبحثت في الأمر.»
قالت جاني بطريقة عفوية محبة: «ماذا يعني ذلك يا عزيزي؟»
قال كارل: «هذا كل ما في الأمر، هناك أماكن مخصصة للممرات، لطالما كان الأمر كذلك، تتلخص الفكرة في أنه إذا شيدت منطقة ما يخططون لممر بها، لكنهم لم يعتقدوا أبدا أن هذا ما سيحدث، فالناس تبني منازلها حيث يحلو لها، وهي بنت جزءا من منزلها وستة أكواخ فوق المكان الذي ينبغي أن يجتازه الممر؛ لذا سنجعل المجلس المحلي يضع ممرا، فنحن بحاجة إلى ممر على أية حال؛ ومن ثم ستضطر إلى الرحيل، فهذا هو القانون.»
قال ستيف ووجهه يشع بالإعجاب: «إنه القانون، يا لك من رجل ذكي! إن وكلاء العقارات هؤلاء رجال أذكياء.»
قالت ماري لو: «هل ستحصل هي على أي شيء؟ لقد سئمت المنظر لكنني لا أود أن أرى أي شخص يعيش في ملجأ للفقراء.» «أوه، ستحصل على مبلغ مالي، أكبر مما يستحقه المكان. انظري، إن الأمر لصالحها. ستحصل على مبلغ مالي، فليس بوسعها بيعه، وليس بوسعها وهبه.»
وضعت ماري قدح القهوة قبل أن تتحدث وتمنت أن يبدو صوتها منطقيا، ليس عاطفيا أو مرتعدا. فقالت: «لكن تذكروا أنها تعيش هنا منذ زمن بعيد، عاشت هنا قبل أن يولد معظمنا.» حاولت باستماتة التفكير في كلمات أخرى، كلمات تبدو سليمة ومنطقية أكثر من هذه، فليس بمقدورها طرح أية فكرة، ربما ينظرون إليها على أنها واهية ورومانسية أمام هذا المد الإيجابي، وإلا فستهدم حجتها. لكن لم يكن لديها حجة، لن تتمكن حتى وإن فكرت طوال الليل من إيجاد كلمات تواجه كلماتهم، والتي انهالت عليها الآن من جميع الاتجاهات بصورة لا يمكن دحضها: «كوخ، منظر قبيح، مشهد قذر، ملكية، قيمة.»
قالت جاني وهي تشعر أن خطة زوجها تتعرض للهجوم: «هل تظنين بصدق أن أولئك الأشخاص الذين يدعون ممتلكاتهم تتعرض للإهمال على هذا النحو جديرون بأن ننظر إليهم بعين الاعتبار؟»
قال كارل: «لقد عاشت هنا لأربعين عاما، والآن نحن هنا. هكذا تسير الأمور، وسواء أدركت الأمر أم لا، فإن وجود ذاك المنزل هنا فحسب يخفض قيمة إعادة البيع لكل منزل بالشارع. أنا أعمل في هذا المجال وأؤكد لك ذلك.»
انضمت إليهما أصوات أخرى، لم يهم كثيرا ماذا قالوا ما دام أنه كان مشبعا بالآراء الشخصية وبالغضب. كان ذلك موطن قوتهم، برهانا على رشدهم، على أنفسهم وعلى جديتهم. ارتفعت روح الغضب بينهم، تشجع أصواتهم الشابة، وتجتاحهم جميعا كطوفان سكر، وأعجب بعضهم ببعض في هذا السلوك الجديد بوصفهم أصحاب ملكية مثلما يعجب بعض الناس ببعضهم لكونهم سكارى. •••
অজানা পৃষ্ঠা