الفصل الثامن والثلاثون
كشف السر
أما سعيد فتأمل الفتاة في النور فإذا هي شابة في مقتبل العمر جميلة الطلعة وقد أحمرت عيناها وتكسرت أهدابها من البكاء ولم يزدها ذلك إلا جمالا. وكانت قد ضفرت شعرها في أثناء الطريق وغطت رأسها بطرف ثوبها. فجلسا على وسادة فوق حصير وسعيد يتلهف لاستطلاع حديثها وقلبه يخفق لما يتوقعه من النبأ الغريب فابتدرها بالسؤال حالا عن حقيقة أمرها.
فنظرت إليه ولم تكد تتأمله حتى قالت: «ألعلك أحد الغريبين اللذين وصلا الفسطاط في صباح هذا اليوم.
قال: نعم إني هو وما أدراك بذلك.
قالت: رأيتكما مع جارنا الغفاري وها أني أقص عليك خبري الغريب والتمس منك أن تشرع في ملافاة الخطر العظيم الذي سيدهم المسلمين قريبا.
قال بلهفة: قولي إني لهذا الأمر أتيت الفسطاط فعسى أن أكون قد وقعت على ضالتي.
قالت: إني أطلعت على سر لا أظن أحدا عرفه قبلي ... ألست على دعوة الإمام علي.
قال: بلى إني على دعوته وقد جئت في سبيل نجدته.
وهمت بالتكلم ثم توقفت برهة وأطرقت فلحظ سعيد ترددها وأدرك أنها ساءت الظن به فقال لها: لا تظني السر الذي ستبدينه لي مجهولا لدي وإذا شئت قلته لك. ولاطمئنان بالك أقول أنه يتعلق بالإمام علي وفيه خطر على حياته ....
অজানা পৃষ্ঠা