169

فقال لهما عمرو «إني والله لأعجب من هذا التوارد وإنه دليل صريح على طيب عنصركما وقد كنت لو أردتما قتلها قتلتها لأنها شريرة تستحق الشنق. فأرى إذا أن أسجنها في سجن مظلم لتذوق جزاء ما جنته يداها».

ثم نادى غلامه فحضر فأمره أن ينقل قطام إلى سجن مظلم وأن يأتي بالعجوز إليه فذهب الغلام ثم عاد وعلى وجهه أمارات البغتة.

فقال له عمرو «ما وراءك هل فعلت ما قلته لك؟»

قال «كلا يا مولاي».

وقال «لماذا؟»

قال «لأني وجدت الغرفة مفتوحة وليس فيها غير جثة المرأة العجوز».

قال عمرو «وقطام؟»

قال «لم أقف لها على أثر».

فصاح عمرو «تبا لتلك اللعينة الخائنة هيا بنا لتفحص الأمر بنفسنا» قال ذلك وأسرع لساعته وتبعه عبد الله وخولة حتى أتوا باب الحجرة التي كانت قطام مسجونة فيها. فإذا بتلك العجوز المسكينة صرعاء هناك لا حراك لها. فأرسل عمرو إلى طبيبه ليتفحص سبب وفاتها فجاء وبعد الفحص قال إنها ماتت خنقا بعنف بعد جهاد ودفاع لأنه رأى في فيها حجرا ملفوفا بمنديل كان القاتل سد به فاها لئلا تستغيث فيسمعها الخفراء فينكشف أمره.

فقال عمرو «ومتى كان ذلك؟»

অজানা পৃষ্ঠা