156

قال «نعم إنه مات وقد كان إلى يوم مماته يكره عليا ويدعو إلى قتله ولكنه في يوم مماته استحلفني واستحلف ابن عمي سعيدا أن لا نبغي شرا لعلي بل إذا رأينا سبيلا إلى الدفاع عنه أن نفعل. فلما سمعنا بالمؤامرة علمنا أن المؤامر على قتل علي من أهل مصر ولكنا لم نعلم من هو فجئنا للبحث عنه وردعه بالتي هي أحسن. ولم تر سبيلا لمعرفته إلا بواسطة أصحاب عين شمس لأنهم على دعوة علي».

فقال «ألم تكن عالما أيضا بمؤامرة رفيق ابن ملجم على قتلي؟»

قال «بلى ولولا ذلك لم استطلع اطلاعك عليه».

قال «وكيف أنك لم تطلعني عليه حال قدومك ألا تعلم أنك تعد بذلك مؤامرا على قتلي؟» قال ذلك ولحيته ترقص من شدة التأثر ولسان حاله يقول لقد حججتك وغلبتك وأكدت خيانتك.

فقال «نعم أعلم ذلك ولكن حلمك قد وسعني من قبل وعفوت عما مضى وغمرتني بإنعامك فإذا رأيت أن تعود إلى مطالبتي به كان لك الأمر ولكنني لا أخال الأمير عمرو بن العاص إذا عفا عن مذنب أن يرجع عن عفوه».

فلما سمع عمرو كلامه أفحم وسكت.

وشعر عبد الله عند ذلك بقوة انبثت فيه وتارت الحمية في رأسه فهم أن يستأنف الكلام فابتدره عمرو قائلا «ولكن بلغني أنك عرفت خولة قبل أن أخطبها لك وأنها كانت عالمة بخبر تلك المؤامرة فكيف لما ذكرتها لك ليلة الخطبة تجاهلتها».

فارتبك عبد الله في الجواب وكاد يعثر لو لم يثبت جأشه وقد عول على الصدق فقال «حاشاي ياي مولاي أن أخدعك فإني ورأسك وكل غال عندي لم أكن أعرف هذه الفتاة قبل أن ذكرتها لي وأمرت بأن تكون زوجتي».

فقال «وما تقول في سابق اطلاعها على خبر المؤامرة؟»

فتحير عبد الله في الجواب ولكنه فقه لباب يتخلص منه فقال «ذلك ليس لي أن أجيب عنه فإن خولة جاريتك وهي تجيب عن نفسها. ادعها إلى ما بين يديك واسألها ولا أشك في أنها تقول الصدق ولكنني أرغب إلى مولاي أن يخبرني عمن وشى بنا إليه لعلنا نكذبه بين يديه».

অজানা পৃষ্ঠা