فصاح قنبر قائلا «أأنت سعيد عالى معي..».
فسر سعيد لسرعة الإجابة ومشى في اثر قنبر حتى دخلا باب الدار وتحولا إلى حجرة فيها مصباح فدخل قنبر أولا وأيقظ اثنين كانا نائمين هناك وسعيد يتبعه بسذاجة ولم يكد يدخل الحجرة حتى رأى الرجلين قد أطبقا عليه وقيدا يديه ورجليه وهو واقف لا يبدي حراكا من شدة البغتة فلما رآهما يغلانه وقنبر واقف وقد تغيرت سحنته قال له «ما الذي تفعله ما هذه الوقاحة أين الإمام علي».
قال «لقد كذب فألك أيها الوغد اللئيم إنك لن ترى عليا حتى ترى الموت قبله».
فبغت سعيد وهو لا يعلم سببا لذلك العمل فقال «ما بالكم تستغشونني وقد جئتكم في مهمة أنقذ بها الإمام علي من القتل».
قال «اخسأ ولا تطل الكلام إنك أموي وتطلب أن ترى الإمام لقتله أتظن قتله أمرا هينا».
فقال «وكيف أريد قتله وأنا إنما جئت لإنقاذه من القتل».
فأمسكه قنبر بيده ويداه ترتعدان من شدة التأثر وقال له «أتظن حيلتك تنطلي علينا؟ أما كفى بني أمية ما فعلوه حتى جئتم تقتلون الإمام في منزله».
فبهت سعيد وقد جمد الدم في عروقه وقال «ما بالكم تسيئون بي الظن وأنتم لم تروا مني خيرا ولا شرا ألا تسمعون قولي ثم ترون رأيكم».
فقال قنبر «وما الذي نسمعه من قولك وأنت أموي وقد تعهدت بقتل الإمام علي مهرا لفتاة خطبتها من أهلها على هذا الشرط».
فانذهل سعيد وأراد أن يدافع عن نفسه فرأى قنبر يستخرج من جيبه رقا فلما استخرجه دفعه إلى سعيد وجذبه بيده إلى المصباح وهو يقول له «اقرأ.. أليس هذا خطك؟»
অজানা পৃষ্ঠা