كانتا جميلتين ورشيقتين، تحيطان خصريهما بفساتين من القصب، رآها ذات مرة تلبسها فرقة شعبية في مسرح المدينة، الآن لا يحتاج الأمر عنده ولو للقليل من إعمال الفكر والتحرر، ياااا! إنها أخت الأبيض المتوحش، مخلفات مستر ومسز جين، يا لهذا الجمال الضائع في الأحراش، في صدأ الرطوبة النتنة والتخلف وردة العفن!
ولولا أن خذلته مخيلته لضعف تعاني منه لقال شعرا، أو شيئا قريبا من الشعر، خلعتا أقصابهما وقلائدهما، أضحتا عاريتين كتمثالين من البرونز والعاج، الحق أنه لأول مرة في حياته يرى امرأة بالغة عارية تماما، لأول مرة تصعقه قشعريرة كهرباء، الجسد الأنثوي، يحس بفوضوية تامة، بألوهية الموسيقى المنبعثة في تفاصيل التفاصيل، حيث يفرض عليها الجسد ربوبيته وشيطانيته أيضا.
الجسد.
نشيد إنشاد الإنسان.
والجسد.
قرآن الروح.
هكذا كان يعرفه صديقه الصادق الكدراوي، العارف بالمرأة، كان يستحلي التعبير لصوفيته لكنه لم يفهمه سوى في هذا الآن بالذات، ذات لحظة الصقع.
ذات لحظة الإنشاد العظيم.
الموسيقى تهب كالعاصفة، مثل درويش ثمل يدور به خمر الإيقاع، يصبح دوارة.
لا تستريح.
অজানা পৃষ্ঠা