منه القوى وأجاز فيك محاله
أولست تدري أن حولك ههنا
جيشا عليه الريح سد مجاله
وبغير بنتك لا خلاص له فإن
ضنت بها يمناك تتلف حاله
وإذا دروا بالأمر هاج غليلهم
فيتممون لربهم أقواله
ويصوبون إليك كل مهند
كانوا لديك يحددون نصاله
فعد يا مولاي إلى رأيك فما وعدت به هؤلاء الملوك من فتح ترواده حتى أجابوك إليه فتركوا أوطانهم ونساءهم وأولادهم وناطوا إليك النصر، وفوضوا إليك جميع الأمر، حتى إذا خالف أحدهم كان نصيبه القتل أو الأسر، وأنا أخاف أن تشتهر بالمخالفة فيتغيروا عليك، أو أن يتمادوا في الأمر فيمدوا سلاحهم إليك، ثم لا نأمن بعد ذلك أن تكون الآخرة شرا من الأولى، فانتصح بالذي قلته لك وأطعني فذلك أولى، ولا تجلب عليك غضبا أنت غني عنه، ولا تسبب لنفسك عارا أنت خلي منه، بل كيف ترى الملوك بين يديك خاضعة، وأنفسها بالطاعة لك باخعة، وهي تبذل في سبيل نصرك دماءها، وتلقي على حد حسامك أملها ورجاءها وأنت - أغاممنون الباسل - تمنعهم هذا الشرف والعلاء، وتضن في سبيل نجاحهم بقليل من الدماء؟! إن هذا عجيب أن يبدو منك، بل لم أكن أحسب قط أنه يصدر عنك. أتريد أن ينصرف الجيش عن التسليم إليك، إلى النفور منك والعصيان عليك؟!
অজানা পৃষ্ঠা