... ... واعلم أن صنيعهم هذا قد اشتمل على جملة من القبائح منها : عدم المروءة ، والتشبه بالنساء والصبيان ، قال سلطان العلماء الشيخ عز الدين بن عبد السلام : الرقص لا يتعاطاه إلا ناقص العقل ، ولا يصلح إلا للنساء ، ومنها التشبه بالبهائم كالقردة والدباب (¬1) ، والتشبيه بالنصارى كما تقدم ، ومنها خلط المعصية بالعبادة ، ومنها اعتقاد ذلك عبادة وقربة ، فكان من هذه الحيثية أشد من الفسق الذي يعتقده فاعله فسقا ، ولقد بلغني عن من أنكرت ذلك عليه أنه قال بعدما غبت عنه : لا ينكرون / على من يشرب الخمر ، وينكرون علينا 5ب أو كما قال ، فأقول لو تأمل هذا المسكين تأمل المصنفين لوجد هذا الفعل أشد ضررا عليه من شرب الخمر ، فإن شارب الخمر يعتقد حرمة فعله ، فربما يستغفر منه ، ويندم عليه ، ويحصل له الذلة والانكسار ، ويقابل من الخلق باللوم والاحتقار ، بخلاف هؤلاء ، فإنهم باعتقادهم أنه عبادة لا يستغفرون منه ، ولا يندمون ، بل يتباهون به ، ويتطاولون ، وينالون عند الناس المنزلة والاعتبار ، والتعظيم ، وهذا ما يذكر عن إبليس أنه قال : قصمت ظهور بني آدم بالمعاصي ، فقصموا ظهري بالاستغفار ، فأحدثت لهم ذنوبا لا يستغفرون منها ، وهي البدع ، ومنها إظهارهم الوجد من غير وجد ، وهو رياء وشرك ، حتى قال في العوارف (¬2) :
পৃষ্ঠা ১৩