... ... الفعل الاختباري القصدي إن لم يتعلق به غرض صحيح بأن لم يتوقف عليه فائدة دينية ، ولا دنيوية ، فهو دائر بين العبث واللعب واللهو ، ولم يفرق بينها في كتب اللغة ، ولا بد من الفرق لعطف اللهو على اللعب وعكسه في القرآن ، واختلف فيه ، قال الحدادي (¬1) : العبث كل لعب لا لذة فيه ، فأما الذي فيه لذة فهو لعب ، وفي الكفاية نقلا عن الكردري (¬2) ، العبث : الفعل الذي فيه غرض لكن ليس بشرعي ، وما قاله الحدادي أنسب ، فإن العبث إنما يقال لما لا فائدة فيه أصلا ، قال الإمام أبو زيد الدبوسي (¬3) في التقويم في تقسيم قبح المنهي عنه : أما الأول فكالسفه والعبث ، فواضع اللغة وضع الاسمين لفعلين قبيحين لذاتهما عقلا ، وقال شمس الأئمة السرخسي (¬4) في أصوله بيان القسم الأول ، يعني ما هو قبيح لعينه في العبث والسفه ، فإنهما قبيحان شرعا ؛ لأن واضع اللغة وضع هذين الاسمين لما يكون خاليا عن الفائدة ، ومبنى الشرع على ما هو حكمه ناتج عن فائدة ، فما يخلو من ذلك قطعا يكون قبيحا شرعا ، انتهى .
পৃষ্ঠা ৪