মধ্যযুগে মুসলিম ভ্রমণকারীরা
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
জনগুলি
ثم غادر الحجاز سنة (726ه/1326م) مع الركب العراقي، ولكنه تركه عند النجف، وعرج على واسط والبصرة. وعجب لهذه التي إلى أهلها كانت انتهت رياسة النحو، فلم يبق بها من يعرف شيئا من هذا العلم، حتى الخطيب يلحن في الخطبة لحنا كثيرا جليا.
ولم يشأ ابن بطوطة أن يقفل إلى العراق من الطريق عينها التي دخل منها. وقال في ذلك: إن من عادته في سفره ألا يعود على طريق سلكها ما أمكنه ذلك. فزار بعض المدن في غربي إيران مثل تستر وأصبهان وشيراز وكازرون. وأظهر في وصفها ذوقا فنيا وإعجابا بجمال الطبيعة، فضلا عن عنايته المعهودة بالناس وأعيادهم وأحوالهم الاقتصادية والعلمية والاجتماعية، ومن ذلك قوله في وصف مدينة اشتركان: «وهي بلدة حسنة كثيرة المياه والبساتين. ولها مسجد بديع يشقه النهر.»
ورجع ابن بطوطة إلى العراق فنزل بالكوفة ثم انتقل إلى بغداد، وأتيح له أن يرى موكب السلطان أبي سعيد، فوصفه على نحو ما وصف القلقشندي مواكب الفاطميين والأيوبيين والمماليك في مصر. •••
وقام ابن بطوطة برحلات من بغداد إلى تبريز والموصل ونصيبين وسنجار وماردين، ثم رافق ركب الحاج العراقي إلى الحجاز فأدى الفريضة ثانية، وأقام يدرس بمكة سنة كاملة. ثم حج مرة ثالثة، وركب البحر إلى اليمن مارا بسواكن، وأشار إلى أن البحر في هذه المنطقة لا يسافر فيه ليلا لكثرة أحجاره، وإنما يسافرون فيه من طلوع الشمس إلى غروبها ويرسون وينزلون إلى البر. فإذا كان الصباح صعدوا إلى المركب.
وزار الرحالة زبيد، وقال: إنها أملح بلاد اليمن وأجملها، وليس في تلك البلاد بعد صنعاء أكبر منها ولا أغنى من أهلها. وأعجب بجمال نسائها وبقبولهن تزوج الغرباء. وغادرها إلى صنعاء وذكر أن أرضها مبلطة فإذا نزل المطر غسل جميع أزقتها وأنقاها. وطبيعي أن يلاحظ ابن بطوطة - وهو الناشئ في إقليم البحر الأبيض المتوسط حيث يهطل المطر شتاء - أن المطر ببلاد الهند واليمن والحبشة إنما ينزل في أيام القيظ .
وقابل الرحالة سلطان اليمن في صنعاء ووصف بلاطه وترتيب الطعام فيه ثم أضاف: «وعلى مثل هذا الترتيب ملك الهند في طعامه؛ فلا أعلم أسلاطين الهند أخذوا ذلك عن سلاطين اليمن، أم سلاطين اليمن أخذوه عن سلاطين الهند.»
وسافر ابن بطوطة إلى عدن وأشار في وصفها إلى ثروة التجار فيها، ثم عبر البحر إلى زيلغ بالصومال الإنجليزي الحالي، ووصفها بأنها أقذر مدينة في المعمور وأوحشها وأكثرها نتنا «حتى إنه اختار المبيت بالبحر على شدة هوله ولم يبت بها لقذرها»، وسافر بعدها إلى مقدشو عاصمة تلك البلاد (وهي تقع على ساحل المحيط الهندي). ونزل بأمر السلطان في دار الطلبة، وهي معدة لضيافة أهل العلم. وغادرها إلى جزيرة منبسي ثم إلى كلوا على ساحل أفريقية الشرقي جنوبي خط الاستواء، وأهلها من الزنوج. وقال الرحالة عن المسلمين منهم: إنهم «أهل جهاد؛ لأنهم في بر واحد متصل مع كفار الزنوج».
وعاد ابن بطوطة إلى بلاد العرب طائفا حول سواحلها الجنوبية والشرقية ومارا بمدينة ظفار، وعجب لأنه رأى الدواب والغنم فيها بسمك السردين، وتحدث عن تجارها مع الهند وعن سلطانها. ثم مر بهرمز وسيراف والبحرين، ووصف الغواصين على الجوهر، وعبر الخليج الفارسي إلى القطيف في إقليم اليمامة، وانحدر منها إلى مكة فأدى الفريضة مرة أخرى وشاهد السلطان الناصر محمد يحج ومعه طائفة من الأمراء والمماليك.
وأراد ابن بطوطة أن يبحر إلى اليمن والهند ولكنه لم يجد في ثغر جدة مركبا أو رفيقا إلى الجنوب فرجع إلى مصر. وسافر منها إلى الشام على طريق بلبيس. ووصل إلى اللاذقية. وركب منها البحر إلى العلايا في الساحل الجنوبي لآسيا الصغرى، وكانت حينئذ مشتى الروم السلاجقة.
وطاف الرحالة في كثير من بلاد الأناضول، فوصف أحوالها السياسية قبل أن تصبح دولة واحدة على يد العثمانيين. كما تحدث عن آثارها وصناعاتها وعادات أهلها، ولا سيما نظام جماعات الإخوان أو الفتيان. وهي جماعات تضم الشبان العزباء أبناء الطائفة الواحدة أو القرية الواحدة، فيقدمون عليهم رئيسا لهم ويتخذون مقرا لجمعيتهم ويتعاونون على البر وإكرام الضيف الغريب ويشتركون في الطعام وفي الغناء وفي الرقص وما إلى ذلك من اللهو البريء. ونظامهم يتصل بنظام فتوة الإسلام. وقد ذكر ابن بطوطة أن فتيان مدينة قونية «لهم في الفتوة سند يتصل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. ولباسها عندهم السراويل كما تلبس الصوفية الخرقة».
অজানা পৃষ্ঠা