المسألة الثالثة (في أن الله سبحانه وتعالى عالم)
حقيقة العالم: هو من يصح منه الفعل المحكم مع سلامة الأحوال، وعرفه الناظم في شرحه بقوله: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح منه إيجاد الفعل محكما إذا لم يكن ثم مانع ولا ما يجري مجراه. أه.
وفي صحة الفعل الحكيم دلالة .... على عالم سبحانه عالم السروالجهر
وفي القادرين الشاهدين دلالة .... على ذاك(1) فاعلم والدليل لمن يدري
وفي ملكوت الله أكبرحجة .... على عالم ثم الدليل من الفكر(2)
وفي زهرات الروض صنعة عالم .... بألوانها اللاتي تفتح بالزهر
قوله: (وفي صحة الفعل الحكيم دلالة...إلخ) نتكلم على حقيقة العالم والمحكم والإحكام والحكمة.
أما العالم فحقيقته: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح منه الفعل محكما إذا لم يكن ثم مانع ولا ما يجري مجرى المانع، وهذا الحد اعتمده جماهير من المعتزلة ومن أئمتنا كثير، وللإمام القاسم عليه السلام في الأساس كلام يرجع إليه.
وحقيقة المحكم: المرتب المنتظم، هو كل فعل حسن فعله فاعله لغرض صحيح. أفاده الناظم في شرحه، وفي شرح الخلاصة، وفي شرح النجري على المقدمة، وفي الفرائد للمهدي عليه السلام قريب من ذلك.
قوله: (وفي الشاهدين..إلخ) ارجع إلى ما قلناه في مسألة قادر.
(وفي ملكوت الله..إلخ) الأدلة على أنه تعالى عالم كثيرة، ومن نظر في عجائب الصنع وما فيه من الإحكام ولطائف الإتقان ما يفوق صنعة كل صانع، ويكفي النظر في خلق الإنسان، وقد دلنا الله تعالى على ذلك بقوله:{ وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.[الذاريات:21]
পৃষ্ঠা ১৭