وهذا القول الفاسد المحال، الكاذب المضل الضآل؛ فلو أجاب إليه المسلمون قائله، أو جاز أن يقول به المؤمنون؛ لوجب عليهم وعلى إمامهم أن يأتوا بناسخه، ومنسوخه، وجميع ما ذهب منه، وإلا فلم يجب لهم على كل ذي حد يد؛ لأن كل ذي حد وجب عليه في شيء أحدثه يزعم ويدعي أن حكم الله بالأدب في ذلك منسوخ، ويقول: إنه لا يحد بهذا الحد في هذا الجرم، وإن حده غير هذا الحد الذي في هذه البقية بزعم من يزعم أن القرآن ناقص، ويقول: هلموا ما ذهب منه فاتلوه؛ فإن لم تجدوا فيه ما ينسخ هذا فحدوني، وإن وجدتم فيه ما أدعي فخلوني. فتعالى الله عما يقول فيه المبطلون علوا كبيرا، والحمد لله رب العالمين كثيرا، الحافظ لكتابه المانع له من كل خطأ وزلل، أو ذهاب، أو نقصان. وكيف يذهب من القرآن قليل أو كثير؛ وهو حجج الواحد اللطيف الخبير، وفيه فرائضه على الخلق سبحانه؟ فقد حفظ ومنع ........... (1) من كل شأن من الشأن.
فتأويل قال بنقصان الفرقان، أما سمع قول الواحد الرحمن: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} [البروج: 2122]، فأخبر أن القرآن عنده، محفوظ له جل جلاله. وفيه ما يقول: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 4142]، ويقول سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر:9]، فأخبر أنه لما نزل من الذكر حافظ، ولم يلفظ بغير الحفظ فيه لافظ، إلا عم جاهل، وعن الرشد والحق زائل، ولقول الله مبطل معاند، ولما ذكر الله من حفظه له جاحد.
পৃষ্ঠা ৬৪৪