[التفكير فريضة إسلامية]
فمن - ياويله - الذي يخاطب ويسأل ؟ ومن الذي يخشى أن يخدع ويجهل ؟ النور الذي لا يجهل - زعم - فيعود شرا، أم الظلمة التي لا تكون إلا خديعة ومكرا ؟! سبحان الله ما أشبه أمثاله بعقله! وما أوجد شبهه في الدناءة بفعله !! أمحمد - ويله- صلوات الله عليه، كان يدعو إلى شيء مما كذب عليه فيه ؟! معاذ الله أن تكون تلك كانت قط من آدابه، ومما نزل عليه في كتابه ! أهو - ويله - يحمل على خلاف ما يعرف ؟! وإنما جاء صلى الله عليه وآله يدعو إلى المعارف، أو يأمر صلى الله عليه وآله بالكف عن الطلب والبحث، وهو الكاشف عن أسرار الغيوب لكل متبحث، أو هو يرضى دنآءة الخدع وقبائحها، أو يقارب الأسواء وفضائحها ؟! ولم يقبح أحد من الخلق السيئات بأكثر مما قبح، ولم ينصح في الدلالة على الخيرات أشد مما نصح، ولم يناد بإظهار أمره أحد قط كما نادى، ولم يدع إلى كشف الحق ما إليه دعا .
أما سمعه ويله، ما أكذب قيله! وهو يقول صلوات الله عليه ورضوانه: { يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين } [يونس: 104]. ويقول الله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } [آل عمران: 64]، ويقول سبحانه: { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق، قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون } [يونس: 35].
পৃষ্ঠা ১৬০