ثم قالت الروافض: إن الإمامة وراثة يرث ابن عن أب، وتأولوا كتاب الله، وزعموا أن أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله.
فإن كان الأمر على ما وصفت الروافض، أفليس الابن أولى بالأب من الأخ، وأحق بالوراثة ؟ وأقرب رحما ؟ لأن الابن من الأب، والأخ ليس من الأخ أفليس على مذهب قولكم: أن الحسن بن الحسن أولى بأبيه من الحسين ؟! أو ليس لا يرث الحسين مع الحسن بن الحسن ؟! لقول الله تبارك وتعالى :{إن امرؤ هلك ليس له ولد} [النساء: 176]. أو ليس إذا كان الولد قطع ميراث الأخ والعم ؟! أو ليس الحسن بن الحسن قطع ميراث الحسين بن علي من الحسن ؟! إذا كانت الإمامة على ما وصفتم من الوراثة.
فإن زعموا أن حسينا أولى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقعد من حسن بن حسن.
يقال لهم: أو ليس قد خرج الأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب بعد موته ؟ وخرج من علي إلى الحسن، وكان يجب على الحسين طاعة حسن، والأمر للحسن دون الحسين، ويخرج من الحسن إلى الحسن، أو ليس ابن الحسن أولى بالحسن من حسين ؟
فإن زعموا أن الحسن والحسين هما مشتركان في هذا الأمر، وورثا عليا جميعا، فقد تركوا قولهم، ودعواهم بالوصية، إذا كانا مشتركين في هذا الأمر، فمن قام به فهو صاحبه.
فإن زعموا أنه ليس للحسين أن يقوم في وقت حسن، فقد قطعوا الأمر من الحسين في زمان الحسن، لأن طاعة حسن واجبة على حسين، وقد حاز الأمر الحسن دون الحسين، وورثه ابنه الحسن بن الحسن.
পৃষ্ঠা ৪০২